.................................................................................................
______________________________________________________
الحجاز» انتهى.
وقوله عن الحجازيين : إنه لا بد من الحكاية عندهم في ما اجتمعت فيه هذه الأشياء ، موافق لكلام المصنف ؛ إلا أن الشيخ قال (١) : «والمنقول أن الحجازيين قد يرفعون العلم على كل حال كلغة غيرهم ، وقد يحكون إعرابه في كلام المتكلم ، وبنو تميم يعربون ولا يحكون». وهذا النقل يخالف ما قاله المصنف وابن عصفور ، ثم نقل الشيخ (٢) عن صاحب «البسيط» أنه قال : «إذا أردت أن تحكي أكثر من اثنين ، وكان كلّ مما يحكى على حدته ، وكانا علمين ، وفصلت بمن وكررتها مع الثاني ، أدخلت حرف العطف على من وحكيت ، فقلت لمن قال :ضربت زيدا وعمرا : من زيدا ومن عمرا ، ولا يبطل دخول حرف العطف على الثاني ، الحكاية ؛ لأنه إنما يبطلها في الأول ، وإن لم تعد من لم تكن الحكاية ، لأن العطف يقرب من التثنية ، والتثنية لا تحكى فكذلك العطف ، وقد يجوز لأنه ليس كالتثنية من كل الوجوه ، لأن التثنية إنما كانت مانعة لزوال العلمية والعطف لا يزيل ذلك» انتهى.
وما قاله صاحب «البسيط» ليس ببعيد ، لأن الامتناع من الحكاية مع حرف العطف المذكور أولا إنما كان للعلة التي عرفتها (٣) ، وتلك العلة مفقودة في المسألة التي ذكرها ، وأما قوله : «إن العطف يقرب من التثنية» فهو أمر لا اعتبار له في ما الكلام فيه ، ولا محقق لذلك في هذه المسألة.
واعلم أن قول المصنف : فيحكيه الحجازيّون مقدّرا إعرابه بعد من ـ أن الإعراب يقدر في الأحوال الثلاثة (٤) ، أما في حالتي النصب والجر فظاهر ، وأما في حالة الرفع فلأن الحركة الموجودة في نحو قولنا : من زيد ، حكاية قول القائل : جاء زيد ، إنما أتي بها للحكاية كما أتي بحركة النصب والجر ، في قولنا : من زيدا ، ومن زيد ، وإذا كانت للحكاية وجب تقدير الحركة الإعرابية ، وقد ذكر الشيخ (٥) عن ـ
__________________
(١) انظر التذييل (خ) ج ٥ ورقة ٢٠٩.
(٢) المرجع السابق ورقة ٢١٠.
(٣) وهي خوف اللبس. وانظر حاشية الصبان (٤ / ٩١).
(٤) لأن حرفه مشغول بحركة الحكاية. انظر الهمع (٢ / ١٥٣).
(٥) انظر التذييل (خ) ج ٥ ورقة ٢٠٩.