[الأدوات التي تجزم فعلين]
قال ابن مالك : (ومنها أدوات الشّرط وهي : إن ، ومن ، وما ، ومهما ، وأيّ ، وأنّى ، ومتى ، وأيّان وهما ظرفا زمان ، وكسر همزة «أيّان» لغة سليم ، وقلّ ما يجازى بها ، وتختصّ في الاستفهام بالمستقبل بخلاف «متى» ، وربّما استفهم بـ «مهما» وجوزي بـ «كيف» معنى لا عملا خلافا للكوفيين ، ومن أدوات الشّرط : إذما ، وحيثما ، وأين ، وهما ظرفا مكان ، وما سوى «إن» أسماء متضمّنة معناها فلذلك بنيت إلّا «أيّا» ، وفي اسميّة «إذما» خلاف ، وقد ترد «ما» و «مهما» ظرفي زمان ، و «أي» بحسب ما تضاف إليه).
______________________________________________________
همزة الاستفهام عليهما وهو مع «لم» أكثر منه مع «لما» ، وإذا دخلت الهمزة عليهما فقد يكون المراد الاستفهام حقيقة فالمتكلم بذلك يستفهم عن الفعل المنفي بهما ، فإذا قال : ألم يقم زيد؟ وألمّا يقم زيد فالمعنى : السؤال عن انتفاء قيام زيد فيما مضى وهذا قليل ، وقد يكون ذلك على جهة التقرير (١) وهو الكثير ، والتقرير هو : التوقيف على ما يعلم المخاطب ثبوته (٢) ، ومن ثمّ كان الكلام معه موجبا حتى إنه يعطف عليه صريح الموجب ، قال الله تعالى : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (١) وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ)(٣) ، وقال تعالى : (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى (٦) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى)(٤).
[٥ / ١٤٨] قال ناظر الجيش : لما أنهى الكلام على ما يجزم فعلا واحدا وهو الكلمات الأربع شرع في الكلام على ما يجزم فعلين وهو أدوات الشرط وهي إحدى عشرة أداة ، وقد سردها في متن الكتاب ، ثم منها ما مجمع على حرفيته وهو «إن» ، وما هو مجمع على اسميته وهو ما سوى «إذما» من بقية الأدوات ، وما هو مختلف فيه هل هو حرف أو اسم؟ وهو «إذما» ، قال الإمام بدر الدين (٥) : من عوامل الجزم أدوات الشرط وهي كلمات وضعت لتدل على التعليق بين جملتين والحكم بسببية ـ
__________________
(١) انظر : شرح الكافية للرضي (٢ / ٢٥١) ، والهمع (٢ / ٥٦).
(٢) قال الرضي في شرح الكافية (٢ / ٢٥١) : ومعنى التقرير إلجاء المخاطب إلى الإقرار بأمر يعرفه ، وانظر : الهمع (٢ / ٥٦).
(٣) سورة الشرح : ١ ، ٢.
(٤) سورة الضحى : ٦ ، ٧.
(٥) انظر : شرح التسهيل (٤ / ٦٦) لبدر الدين.