.................................................................................................
______________________________________________________
لرجل ، فقال له : كذب عليك البزر والنّوى أي : الزمهما بنصب البزر والنوى ، وقال يونس : مرّ أعرابي برجل يعلف شاة ، فقال : كذب عليك البزر والنّوى فأتى به منصوبا ، وقال أبو عبيد (١) : ولم يسمع النصب مع كذب في الإغراء إلا في هذا الحرف ، قال ابن الأنباري : وهذا شاذ من القول لا يعوّل عليه.
وأنشد أحمد بن يحيى (٢) عن ابن الأعرابي لمعقّر بن حمار البارقيّ :
٤١٦٥ـ وذبيانيّة وصّت بنيها |
|
بأن كذب القراطف والقروف |
تجهّزهم بما اسطاعت وفالت |
|
بنيّ فكلّكم بطل مسيف (٣) |
أراد : عليكم القراطف والقروف فخذوها ، والقراطف : القطف (٤) ، والقروف : الأدم (٥) والمسيف : الذي وقع في ماله السّواف وهو داء (٦) ، فأهلكه ، وقال عنترة :
٤١٦٦ـ كذب العتيق وماء شنّ بارد |
|
إن كنت سائلتي غبوقا فاذهبي (٧) |
العتيق في هذا البيت : التمر (٨) ، والذي يدل على رفع الأسماء بعد «كذب» أنه يتصل بها الضمير كما جاء في كلام عمر رضياللهعنه : «ثلاثة أسفار كذبن عليكم» (٩) ـ
__________________
(١) انظر اللسان (كذب).
(٢) يعني : ثعلب.
(٣) البيتان من الوافر ، واستشهد بهما على أن معنى «كذب» الإغراء أي عليكم القراطف والقروف فخذوها ، وكأن الأصل في هذا أن يكون نصبا ولكنه جاء عنهم بالرفع شاذّا على غير قياس. وانظر البيت الأول في إصلاح المنطق (ص ٢٩٣) وأمالي الشجري (١ / ٢٦٠) واللسان (قرف) و (كذب) و (قرطف) والبيتان جميعهما في الخزانة (٢ / ٢٨٩ ، ٢٩٠) ، (٣ / ١٥).
(٤) جمع قطيفة وهي القطيفة المخملة. انظر اللسان (قرطف) وفي مادة (كذب) «القراطف : أكسية حمر».
(٥) في اللسان (قرف): «أبو عمرو : القروف الأدم الحمر ، الواحد قرف».
(٦) انظر إصلاح المنطق (ص ٢٥٩) وفي اللسان (سوف) «السّواف : داء يأخذ الإبل فيهلكها ، أبو حنيفة : السّواف : مرض المال ، وفي المحكم : مرض الإبل».
(٧) البيت من الكامل وهو لعنترة. الشرح : العتيق التمر ، والشن القربة البالية ، والغبوق شراب العشي.
يقول لها : لا طعام لك عندي إلا التمر وماء القربة البالية البارد ؛ فإن كنت تطلبين الغبوق فاذهبي إلى غيري. واستشهد به على أن «كذب» إغراء وكان الأصل نصب ما بعده ولكنه جاء مرفوعا شذوذا.
والبيت في الكتاب (٤ / ٢١٣) وأمالي الشجري (١ / ٢٦٠) ، واللسان (كذب) ، (عتق). ديوان عنترة (ص ٣٣).
(٨) انظر اللسان (عتق) ، (كذب).
(٩) انظر النهاية لابن الأثير (٤ / ١٢).