[أقل رجل يقول ذلك وأحكام هذه الجملة]
قال ابن مالك : (فصل ؛ قد يقوم مقام ما يفعل «أقلّ» ملازما للابتداء والإضافة إلى نكرة موصوفة بصفة مغنية عن الخبر لازم كونها فعلا أو ظرفا ، وقد تجعل خبرا ، ولا بدّ من مطابقة فاعلها للنّكرة المضاف إليها).
______________________________________________________
قال ناظر الجيش : قال الشيخ (١) : «أجرت العرب «أقلّ» مجرى «قلّ رجل» فلذلك لا تدخل عليه العوامل ، ووضعته العرب في أحد محمليه موضع النفي ، لأن القليل أقرب شيء إلى النفي كما أن الكثير أبعد شيء منه ، ولزمت الابتداء فوقعت صدرا إذ جعلت نائبة عن النفي ، والنفي له صدر الكلام ، ولو قلت : كان أقل رجل يقول ذلك لم يجز إلا على إضمار الشأن في «كان» ولإجرائها مجرى النفي قالوا : أقلّ رجل يقول ذلك إلا زيد.
قال سيبويه (٢) : لأنه صار في معنى : ما أحد فيها إلا زيد.
وإنما لزم إضافته إلى نكرة لأنه في سياق النفي يعمّ ، والمعنى على النفي ؛ فإذا قلت : أقلّ رجل يقول ذلك فمعناه : ما أحد يقول ذلك.
وقوله نكرة أعم من أن يكون مما يجوز أن تدخل عليه «أل» نحو : رجل ، أو لا تدخل عليه نحو : أقل من يقول ذلك.
قال سيبويه (٣) : حدثنا بذلك يونس عن العرب يجعلونه نكرة كما قال :
٤١٦١ ـ ربّما تكره النّفوس من الأم |
|
ر له فرجة كحلّ العقال (٤) |
__________________
(١) انظر التذييل (خ) ج ٥ ورقة ٢٠١ ، ٢٠٢.
(٢) انظر الكتاب (٢ / ٣١٤) (هارون).
(٣) انظر الكتاب (٢ / ٣١٥) (هارون).
(٤) البيت من الخفيف وهو لأمية بن أبي الصلت في ديوانه (ص ٥٠).
الشرح : الفرجة بالفتح : الانفراج وقيل : الفرجة بالفتح في الأمر ، وبالضم فيما يرى من الحائط ونحوه ، والعقال هو القيد ، وقيل : هو الحبل الذي يعقل به البعير.
والمعنى : رب شيء تكرهه النفوس من الأمر له انفراج سهل سريع كحل عقال الدابة.
والشاهد فيه : أن دخول «رب» على «ما» دليل على قابليتها للتنكير ؛ لأن «رب» لا تدخل إلا على نكرة. والبيت في المقتضب (١ / ١٨٠) ، وابن يعيش (٨ / ٣٠) والعيني (١ / ٤٨٤).