.................................................................................................
______________________________________________________
الكثير ، أو على عيب حسّي كـ «اعوجّ» و «اعورّ» وقد قيل من «الحوّة» (١) : «احووّى» و «احواوى» وفيه شذوذ من قبل الاعتلال ، وموافقة للنظائر من قبل دلالته على لون.
وقد تزاد ألف قبل لامه : كـ «احمارّ» و «اصفارّ» و «ادهامّ» (٢).
والأكثر أن يقصد عروض المعنى إذا جيء بالألف ولزومه إذا لم يجأ بها ، وقد يكون الأمر بالعكس ، فمن قصد اللّزوم مع ثبوت الألف : قول الله تعالى في وصف الجنتين (مُدْهامَّتانِ)(٣) ، ومن قصد العروض مع عدم الألف : قولك: اصفرّ وجهه وجلا(٤) ، و «احمرّ» خجلا ، ومنه قوله تعالى من قراءة ابن عامر : تزور عن كهفهم ذات اليمين(٥).
ومثال وقوع «افعلّ» و «افعالّ» لغير لون وعيب : «انقضّ الحائط» ، و «ابهارّ اللّيل» إذا انتصف ، ومثل ابهارّ : «اشعارّ الرّأس» ، إذا تفرّق شعره.
وقد كثر وزن «افعوعل» في قصد التكثير والمبالغة : كقولهم : «اخشوشن الشّيء» إذا كثرت خشونته ، و «اعشوشب المكان» إذا كثر عشبه (٦) ، و «اغدودن الشّعر» إذا وقر وكثر سواده ولينه.
__________________
(١) «الحوّة : سواد إلى الخضرة ، وقيل : حمرة تضرب إلى السّواد ، وقد حوي حوى واحواوى واحووّى ـ مشدد ـ واحووى فهو أحوى» اللسان (حوا).
(٢) الدّهمة : السّواد وادهامّ الشّيء ادهيماما أي اسوادّ. انظر اللسان (دهم).
(٣) سورة الرحمن : ٦٤ ، ومعنى مدهامتان : أي سوداوان من شدة الخضرة من الرّي. انظر اللسان (دهم) ، وتفسير ابن كثير (٤ / ٢٧٩).
(٤) الوجل : الفزع والخوف. انظر اللسان (وجل).
(٥) سورة الكهف : ١٧ ، ومعنى تزاور عن كهفهم : أي تميل قاله الأخفش. انظر اللسان (زور) وراجع في هذه القراءة الكشف عن وجوه القراءات السبع (٢ / ٥٦) ، ومعاني القرآن (٢ / ١٣٦).
والتبيان للعكبري (٢ / ٨٤١).
(٦) قال سيبويه في الكتاب (٤ / ٧٥): «قالوا : خشن ، وقالوا : اخشوشن. وسألت الخليل فقال : كأنهم أرادوا المبالغة والتوكيد ، كما أنه إذا قال : اعشوشبت الأرض فإنما يريد أن يجعل ذلك كثيرا عامّا قد بالغ وكذلك احلولى» ، وانظر شرح المفصل للرازي (٣ / ٤٣٩) ، وابن يعيش (٧ / ١٦٢).