.................................................................................................
______________________________________________________
ومنها : أنه لا يقع قبلها فعل مستقبل فلا تقول : لن يكون زيد ليفعل ، ويجوز ذلك في الفعل قبل لام «كي» فتقول : سأتوب ليغفر الله لي.
ومنها : أن الفعل المنفي لا يكون مقيدا بظرف فلا يجوز : ما كان زيد أمس ليضرب عمرا ، أو يوم كذا ليفعل ، ويجوز ذلك في الفعل قبل لام «كي» فتقول : جاء زيد أمس ليضرب عمرا.
[ومنها : أنه لا يوجب الفعل معها فلا يجوز : ما كان زيد إلا ليضرب عمرا] ويجوز ذلك مع لام «كي» فتقول : ما جاء زيد إلا ليضرب عمرا.
[ومنها : أنه لا يقع موقعها «كي» لا تقول : ما كان زيد كي يضرب عمرا].
ويجوز ذلك في لام «كي» فتقول : جاء زيد كي يضرب عمرا.
ومنها : أن المنصوب بعدها لا يكون سببا فيما قبلها ، وهو كذلك بعد لام «كي».
ومنها : أن النفي متسلط مع لام الجحود على ما قبلها وهو المحذوف الذي تتعلق به اللام ، فيلزم من نفيه نفي ما بعد اللام ، وذلك على مذهب البصريين (١) ، وفي لام «كي» يتسلط على ما بعدها نحو : ما جاء زيد ليضربك ، فينتفي الضرب خاصة ولا ينتفي المجيء إلا بقرينة تدل على انتفائه.
ومنها : أن لام الجحود لا تتعلق إلا بمعنى الفعل الواجب حذفه ، فإذا قلت : ما كان زيد ليقوم فكأنك قلت : ما كان زيد مستعدّا للقيام ، يقدّر في كل موضع ما يليق به على حسب مساق الكلام ، ففي قوله تعالى : (وَما كانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ)(٢) تقديره : مريدا لإطلاعكم على الغيب ، وأما لام «كي» فإنها متعلقة بالفعل الظاهر الذي هو معمول للفعل الذي دخلت عليه.
ومنها : أن لام الجحود تقع بعد ما لا يستقل أن يكون كلاما دونها ، ولام «كي» لا تقع إلا بعد ما يستقل كلاما ، فأما قول الشاعر : ـ
__________________
(١) الذين يرون أن ما بعد اللام ليس خبرا لـ «كان» وإنما الخبر محذوف وقدروه في : ما كان زيد ليفعل : ما كان زيد مريدا ليفعل ، واللام متعلقة بذلك المحذوف على مذهبهم ، وذهب الكوفيون إلى أن ما بعد اللام هو الخبر واللام للتوكيد ، وانظر : الأشموني (٣ / ٢٩٢ ، ٢٩٣).
(٢) سورة آل عمران : ١٧٩.