.................................................................................................
______________________________________________________
وأما «اللام» في قوله تعالى : (يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ)(١) فهي ثالثة الأقسام ، وقد حكم بدر الدين بزيادتها كما عرفت ، لكن قال الشيخ (٢) : دعوى الزيادة على خلاف الأصل. ثم ذكر في نحوها أقوالا ثلاثة :
أحدها : للفراء قال (٣) : زعم الفراء (٤) أن العرب تجعل [٥ / ١٣٤] لام «كي» في موضع «أن» في أردت وأمرت ، قال الله تعالى (يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ ، يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا)(٥) و (أَنْ يُطْفِؤُا)(٦) ، (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ)(٧).
وقال الشاعر (٨).
٣٩١٧ ـ أريد لأنسى ذكرها فكأنّما |
تخيّل لي ليلى بكلّ طريق (٩) |
وقال تعالى : (وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ)(١٠) ، (وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ)(١١) ، وإلى ما ذهب إليه الفراء ذهب الكسائي. ـ
__________________
بسواء ، ولكن معنى التعليل فيها وارد على طريق المجاز دون الحقيقة ؛ لأنه لم يكن داعيهم إلى الالتقاط أن يكون لهم عدوّا وحزنا ولكن المحبة والتبني ، غير أن ذلك لما كان نتيجة التقاطهم له وثمرته ، شبه الداعي الذي يفعل الفاعل الفعل لأجله وهو : الإكرام الذي هو نتيجة المجيء ، والتأدب الذي هو ثمرة الضرب في قولك : ضربته ليتأدب ، وتحريره : أن هذه اللام حكمها حكم الأسد ، حيث استعيرت لما يشبه التعليل كما يستعار الأسد لمن يشبه الأسد» اه.
(١) سورة النساء : ٢٦.
(٢) انظر : التذييل (٦ / ٦٨٥).
(٣) انظر : التذييل (٦٨٣ ـ ٦٨٦) وقد نقله عنه بتصرف.
(٤) انظر : معاني القرآن (١ / ٢٢١ ، ٢٦١).
(٥) سورة الصف : ٨.
(٦) سورة التوبة : ٣٢.
(٧) سورة الأحزاب : ٣٣.
(٨) هو كثير عزة كما ذكر السيوطي في شواهد المغني (ص ٥٨١).
(٩) هذا البيت من الطويل ، قائله كثير عزة شرح شواهد المغني (ص ٥٨١).
تمثل لي ليلى بكل سبيل
والشاهد في قوله : أريد لأنسى فإن اللام فيه لام «كي» ووضعت في موضع «أن» بعد «أريد» وأصله : أريد أن أنسى وهذا مذهب الفراء والكسائي كما قال الشيخ أبو حيان. والبيت في المغني (ص ٢١٦) ، وشرح شواهده (ص ٦٥ ، ٥٨٠) والمغني بحاشية الأمير (١ / ١٨٠) ، وحاشية الدسوقي (١ / ٢٢٧).
(١٠) سورة الأنعام : ٧١.
(١١) سورة غافر : ٦٦.