[إضمار «أن» وجوبا بعد واو المعية في الأجوبة المذكورة]
قال ابن مالك : (فصل : وتضمر «أن» النّاصبة أيضا لزوما بعد «واو» الجمع واقعة في مواضع «الفاء» فإن عطف بهما أو بـ «أو» على فعل قبل ، أو قصد الاستئناف بطل إضمار «أن» ، ويميّز «واو» الجمع تقدير «مع» موضعها ، و «فاء» الجواب تقدير شرط قبلها أو حال مكانها).
______________________________________________________
الاستثبات ، بأن يقول القائل : أسير فتقول له : متى؟ فإنك لو اقتصرت على قولك : متى جاز بخلاف أن يكون ابتداء استفهام فإنه لا يجوز فإذا كان كذلك كان الفعل مدلولا عليه بسابق الكلام فكأنه ملفوظ فيجوز ذلك لهذا المعنى. انتهى.
وما قاله غير ظاهر ؛ فإن الكوفيين صرحوا بأن الحذف إنما هو لدلالة الجواب كما تقدم نقل الإمام بدر الدين لذلك عنهم.
المسألة الثالثة :
أن النفي قد يلحق به غيره فينصب الجواب حينئذ ، والذي ألحق بالنفي شيئان : التقليل والتشبيه ، قال المصنف في شرح الكافية (١) : التقليل يجري مجرى النفي في إيلائه جوابا منصوبا فيقال : قلما تأتينا فتحدثنا كما يقال : ما تأتينا فتحدثنا ؛ فجواز هذا وأمثاله متفق عليه ، وزاد الكوفيون إجراء التشبيه مجرى النفي نحو : كأنك أسير فنطيعك لأن فيه معنى : ما أنت أمير فنطيعك.
المسألة الرابعة :
أن «قد» ينفى بها فينصب الجواب بعدها ، وتقدم ذكر ما حكاه ابن سيده من ذلك عن بعض فصحاء العرب وهو : قد كنت في خير فتعرفه.
قال ناظر الجيش : قال المصنف في شرح الكافية (٢) بعد ذكر «الفاء» ومواقعها : فلو وقع موقع الفاء «واو» مقصود بها المصاحبة نصب الفعل أيضا بعدها على نحو ما ينصب بعد الفاء ، فمن ذلك قول الشاعر (٣) : ـ
__________________
(١) انظر : شرح الكافية الشافية (٢ / ١٥٥٥).
(٢) انظر : شرح الكافية الشافية (٣ / ١٥٤٧) وما بعدها.
(٣) نسبه في الكتاب (٣ / ٤١) للأخطل ، وكذا فعل ابن يعيش (٧ / ٢٤) ، ونسبه الزمخشري في