.................................................................................................
______________________________________________________
وكقول الشاعر :
٣٨٥٠ ـ يا ليت أمّ خليد واعدت فوقت |
ودام لي ولها عمر فنصطحبا (١) |
قال : وقيدت الفاء المنتصب بعدها الفعل بإضافتها إلى جواب ـ يعني بذلك قوله في النظم :
وبعد فا جواب نفي أو طلب (٢)
احترازا من الفاء التي لمجرد العطف كقولك : ما تأتينا فتحدثنا [٥ / ١١٤] بمعنى : ما تأتينا فما تحدثنا ، أو فأنت تحدثنا ، فلو قصد المتكلم معنى : ما تأتينا محدثا ، أو ما تأتينا فكيف تحدثنا ثبتت الجوابية وصح النصب (٣).
قال (٤) : وشرط النفي : أن يكون خالصا ، فالنفي الذي ليس نفيا خالصا لا جواب له منصوب نحو : ما أنت إلا تأتينا فتحدثنا ، وما تزال تأتينا فتحدثنا ، وما قام فتأكل إلا طعامه ومنه قول الشاعر :
٣٨٥١ ـ وما قام منّا قائم في نديّنا |
فينطق إلّا بالّتي هي أعرف (٥) |
وكذلك بعد الطلب. انتهى.
ولم أتحقق مراده بقوله : وكذلك بعد الطلب ؛ إلا أن يريد بذلك أن شرط الطلب ـ
__________________
(١) هذا البيت من البسيط لقائل مجهول.
والشاهد في قوله : «فنصطحبا» حيث نصب بـ «أن» مضمرة وجوبا بعد الفاء لأنه جواب التمني.
والبيت في شرح ابن الناظم (ص ٢٦٦) والتذييل (٦ / ٦٢٤) ، والعيني (٤ / ٣٨٩) ، وشرح الألفية للأبناسي (٢ / ٢٨٤) ، والأشموني (٣ / ٣٠٣).
(٢) بعده في الألفية :
محضين أن وسترها حتم نصب
(٣) انظر : الكتاب (٣ / ٣٠).
(٤) أي ابن مالك.
(٥) هذا البيت من الطويل وهو للفرزدق في ديوانه (ص ٥٦١).
الشرح : منا : في محل الرفع على أنه صفة لـ «قائم» أي : وما قام قائم كائن منا والأولى أن يكون حالا والاستثناء من النفي فيكون إثباتا ، والندي ، مجلس القوم ومتحدثهم ، وقوله : بالتي أي : بالأشياء التي.
والشاهد في قوله : «فينطق» حيث رفع مع أنه جواب للنفي ؛ لأنه من شرط النصب بعد النفي أن يكون النفي خالصا وههنا ليس كذلك ، وهو عند سيبويه منصوب ولا عبرة بدخول «إلا» بعده ناقضة للنفي.
انظر : الكتاب (٣ / ٣٢) ، والخزانة (٣ / ٦٠٧).