.................................................................................................
______________________________________________________
الله) (١).
ثم نبّهت على لزوم الضمّ في عين مضارع «فعل» المقصود به غلبة المقابل نحو : «كاتبني زيد فكتبته أكتبه» إذا كنت أكتب منه و «عالمني فعلمته أعلمه» إذا كنت أعلم منه ، وهو مطرد في كل ثلاثي ـ أعني صوغ «فعل» للغلبة وضمّ عين المضارع منه إلّا أن يوجب لزوم كسره كونه من باب «وعد» أو «سار» أو «سرى» (٢) ولذلك قلت : «وفيما لغلبة المقابل خاليا من ملزم الكسر».
ثم قلت : «ولا تأثير لحلقيّ فيه» منبها على أن الضمّ في مضارع «فعل» الذي يقصد به الغلبة لازم مع كون عينه أو لامه حرف حلق ، نحو : «فاهمني ففهمته أفهمه» و «فاقهني [٥ / ٨] ففقهته أفقهه» إذا فقته فهما وفقها».
ثم قلت : «خلافا للكسائيّ» مشيرا إلى أنّ الكسائي يجيز فتح العين من هذا النوع لأجل حرف الحلق قياسا ، فيجيز أن يقال : «أفهمه» و «أفقهه» بمعنى : فقته فهما وفقها وإن لم يسمع في هذا النوع إلا الضّمّ قياسا على غيره من المفتوح لأجل حرف الحلق (٣) ، ومما سمع فيه الضّمّ «شاعرني فشعرته أشعره» (٤).
وقد يجيء مضارع «فعل» غير الذي للغلبة بلغتين أو ثلاث إذا كانت عينه أو لامه حرف حلق (٥) نحو : «منحه يمنحه ويمنحه و «محوت الكتاب أمحاه وأمحوه» و «رجح الدّينار يرجح ويرجح ويرجح» و «نبع الماء ينبع وينبع وينبع». ـ
__________________
من أبي موسى ، حدّث عن بعض الصحابة مثل عمر بن الخطاب ، وروى عنه القراءة أبو الأشهب العطاردي ، توفي سنة ١٠٥ ه. انظر ترجمته في طبقات القراء لابن الجزري (١ / ٦٠٤).
(١) وانظر في هذه القراءة : مختصر شواذ القرآن لابن خالويه (ص ٢٠) وفيه : «يحببكم الله» بفتح الياء أبو رجاء وروي عنه «يحبّكم الله» بالإدغام وفتح الياء» ، والبحر المحيط (٢ / ٤٣١).
(٢) انظر شرح الشافية (١ / ٧٠ ، ٧١) وحاشية الصبان (٤ / ٢٤١).
(٣) قال الرضي في شرح الشافية (١ / ٧١): «والحقّ ما ذهب إليه غيره لأن ما فيه حرف الحلق لا يلزم طريقة واحدة كالمثال الواوي والأجوف والناقص اليائيين بل كثير منه يأتى على الأصل نحو : برأ يبرؤ وهنأ يهنئ» وانظر حاشية الصبان (٤ / ٢٤١).
(٤) حكاه أبو زيد. انظر شرح الشافية (١ / ٧١) وحاشية الصبان (٤ / ٢٤١) والنوادر (ص ٥٥٧).
(٥) حاشية الصبان (٤ / ٢٤١).