[ما يمتنع صرفه للعلمية وعلة أخرى]
قال ابن مالك : (ويمنع أيضا مع العلميّة زيادتا «فعلان» فيه وفي غيره ، أو ألف الإلحاق المقصورة أو تركيب يضاهي لحاق هاء التّأنيث ، أو عدل من مثال إلى غيره ، أو مصاحبة الألف واللّام إلى المجرّد منها ، أو عجمة شخصيّة مع الزّيادة على ثلاثة أحرف ، أو حركة الوسط على رأي ، فإن تجرّدت العجمة منهما تعيّن الصّرف خلافا لمن أجاز الوجهين).
______________________________________________________
العارضة في «أبطح» منصرف (١) واللغة المشهورة فيه وفي أمثاله كـ «أجرع» (٢) ، و «أبرق» (٣) منع الصرف (٤) ؛ لأنها صفات استغني بها عن ذكر موصوفاتها فيستصحب منع صرفها كما استصحب منع صرف «أرنب» و «أكلب» حين أجريا مجرى الصفات لعروض الاسمية في الأول والوصفية في الثاني لكونه أصلا ربما رجع إليه بسبب ضعيف (٥) ، بخلاف منع الصرف ؛ فإنه خروج عن الأصل فلا يصار إليه إلا بسبب قوي.
وذكر الشيخ أن صاحب الإيضاح قال : ذكر سيبويه أن من العرب من يجعلها بمعنى «أجدل» ، و «أخيل» ، و «أفعى» صفات ، وأكثر العرب يجعلها أسماء فيصرفها : وذكر أن كل العرب لا يصرف «أدهم» اسم القيد ، و «أسود» من : أسود سالخ ، وهو نوع من الحيّات ، و «أرقم» من الحيّات ، فكذلك «أبرق» و «أجرع» و «أبطح» ، وذكر أن العرب لم تختلف في منع هذه الستة من الصرف (٦) وصرح ابن جني بأن هذه الأسماء كلها تنصرف (٧) ، ثم قال الشيخ (٨) : وظهر بهذا النقل أن قول المصنف : (وألغيت أصالتها في «أبطح» ونحوه) ، مخالف لمذهب سيبويه.
قال ناظر الجيش : قد تقدم أن العلمية تمنع مع سبع ، وقد ذكر المصنف من المانع ـ
__________________
(١) انظر : التذييل (٦ / ٣٣٠).
(٢) الأجرع : المكان المستوي. انظر : الكتاب (٣ / ٢٠١) ، والتذييل (٦ / ٣٢٩).
(٣) الأبرق : المكان الذي فيه لونان ، وجبل أبرق : فيه لونان من بياض وسواد ، انظر : التذييل (٦ / ٣٢٩) ، واللسان «برق» وفي الكتاب (٣ / ٢٠١): (تيس أبرق حين كان فيه سواد وبياض) وانظر : اللسان «برق».
(٤) انظر : الكتاب (٣ / ٢٠١) ، والتذييل (٦ / ٣٢٩).
(٥) انظر : التذييل (٦ / ٣٣٠).
(٦) انظر : الكتاب (٣ / ٢٠١).
(٧) انظر : شرح التصريح (٢ / ٢١٤) ، والهمع (١ / ٣١).
(٨) انظر : التذييل (٩ / ٣٣٠).