.................................................................................................
______________________________________________________
كلام العرب ما لم ينصرف وهو : قناديل ، فأعطي حكمه ، وقال الزجاج (١) : إنما هي بالفارسية : شروال ، فبنتها العرب على ما لا ينصرف من كلامها ، وقال المبرد (٢) : هو جمع لـ «سروالة» وهي قطعة وأنشد :
٣٧٠١ ـ عليه من اللّؤم سروالة |
فليس يرقّ لمستعطف (٣) |
فيكون كـ «عثكالة» (٤) و «عثاكيل» ، وضعّف (٥) هذا بأن البيت هجو ولا مبالغة في الهجو بأن عليه قطعة من اللؤم ، إنما المراد أنه قام التردّي ، كما أن «السراويل» تمام اللباس وإنما «سروالة» لغة في «سراويل» (٦).
وإذا كان كذلك فالمانع له إما الجمعية المحققة كما هو رأي المبرد (٧) ، وإما شبهه بما هو جمع ، فالجمعية ملاحظة قطعا. ـ
__________________
(١) انظر ما ينصرف وما لا ينصرف للزجاج (ص ٤٦).
(٢) لقد نسب المؤلف تبعا لكثير من النحاة منهم السيرافي في تعليقه على سيبويه في الكتاب (٢ / ١٦) (بولاق) وابن يعيش (١ / ٦٤) ، والرضي في شرح الكافية (١ / ٥٧) ، القول بأن «سراويل» جمع لسروالة إلى المبرد وهو قول بعيد عن الصواب وكان ينبغي التدقيق فيه والناظر لما ذكره أبو العباس المبرد في هذه الكلمة يجد أنه موافق لكلام سيبويه ، وإنما ذكر المبرد رأيا آخر يقول إنها عربية جمع سروالة وبين وجهته ، ولم يصرح باختيار هذا الرأي أو بترجيحه ، وقد فطن لهذا الأمر الأستاذ الجليل المرحوم الدكتور / محمد عبد الخالق عضيمة في تحقيقه لكتاب المقتضب (٣ / ٣٤٥) (هامش رقم ٣) ، وانظر المقتضب (٣ / ٣٢٦ ، ٣٤٥).
(٣) هذا البيت من المتقارب ، لم أهتد إلى قائله ، وقيل إنه مصنوع.
الشرح : قوله «عليه» أي على ذاك المذموم ، قوله «من اللؤم» بالضم وهو الدناءة في الأصل والخساسة في الفعل ، و «المستعطف» طالب العطف ، والفاء فيه للتعليل. والشاهد : في «سروالة» حيث احتج به من قال أن «سراويل» جمع سروالة وأن «سراويل» منعت الصرف لكونها جمعا ، والبيت في المقتضب (٣ / ٣٤٦) ، وابن يعيش (١ / ٦٤) وشرح الكافية للرضي (١ / ٥٧) ، وشرح الشافية (١ / ٢٧٠) ، والتذييل (٦ / ٢٩٦) ، والخزانة (١ / ١١٣) ، وشرح شواهد الشافية (ص ١٠٠) ، والعيني (٤ / ٣٥٤) ، وشرح التصريح (٢ / ٢١٢).
(٤) في اللسان (عثكل): «العثكال والعثكول والعثكولة : العذق» وانظر ابن يعيش (١ / ٦٤).
(٥) انظر شرح السيرافي بهامش الكتاب (٢ / ١٦) (بولاق) (٣ / ٢٢٩) (هارون) وانظر ابن يعيش (١ / ٦٤).
(٦) انظر شرح السيرافي بهامش الكتاب (٢ / ١٦) (بولاق) ، (٣ / ٢٢٩) (هارون) وشرح الكافية الشافية لابن مالك (٣ / ١٥٠١).
(٧) سبق ـ قريبا ـ أن ذكرنا أن المبرد لا يرى ذلك.