.................................................................................................
______________________________________________________
موضع ذكره إنما موضعه باب الإعراب وقد ذكر ثمّ.
وبدأ المصنف بذكر العلتين المانع كل منهما مفردا ، وهما : ألف التأنيث والجمع المتناهى ، وينشأ عن معرفتهما معرفة قسمين من الأقسام الخمسة [التي] لا تنصرف في تعريف ولا تنكير (١).
أما العلة الأولى : فالألف ، وأراد بقوله «مطلقا» شيئين :
أحدهما : يرجع إلى الألف وهو أنها تمنع مقصورة وممدودة (٢).
والثاني : يرجع إلى ما الألف فيه فتمنعه الصرف اسما كان أو صفة مفردا أو جمعا ، معرفة أو نكرة كـ «حبارى» و «صحراء» و «حبلى» و «حمراء» و «حبالى» و «أصدقاء» ، و «سلمى» و «حواء» والمقصورة أصل الممدودة (٣) ، والهمزة فيها بدل من ألف ، هذا رأي البصريين ، ولذلك قيل (٤) في صحراء : صحار كما قيل في حبلى : حبال ، ولو كانت الهمزة غير مبدلة لسلمت من الانقلاب لأن الهمزة الواقعة بعد كسرة حكمها السلامة ، وإنما منعت الألف مفردة لقيامها مقام شيئين ، وإنما كانت كذلك دون التاء لأن لحاقها شبيه بلحاق الحروف الأصلية مزجا ولزوما ، بخلاف التاء فإنها طارئة زائلة مقدرة الانفصال ، ولذلك لا يعتد بها في نسب ولا تكسير ولا تصغير ، كما اعتد بألف التأنيث ولا عبرة بلزومها في بعض الكلمات كـ «همزة» و «حذرية» (٥) و «عرقوة» لنذرة ذلك (٦) ، ولهذا (٧) عوملت الألف خامسة في التصغير معاملة خامس أصلي فقيل في قرقري : قريقر كما قيل في سفرجل ، سفيرج ، وعوملت التاء معاملة عجز المركب فلم ينلها تغيير التصغير كما لا يناله ، فقيل في دجاجة : دجيجة (٨) ، كما قيل في بعلبك : بعيلبك ، فحكم لها بما حكم للمنفصل.
ومن فروع هذه المسألة : أنه إذا سميت بـ «كلتا» من : قامت كلتا أختيك ، ـ
__________________
(١) في نسخة : في تنكير ولا تعريف ، وانظر شرح الكافية الشافية (٣ / ١٤٣٥).
(٢) انظر شرح الكافية الشافية (٣ / ١٤٣٥) ، والأشموني (٣ / ٢٣٠).
(٣) انظر شرح الكافية الشافية (٣ / ١٤٣٦).
(٤) المرجع السابق.
(٥) في اللسان (حذر): «والحذرية على فعلية قطعة من الأرض غليظة والجمع : الحذاري. وانظر الصبان (٣ / ٢٣١).
(٦) انظر الأشموني (٣ / ٢٣١).
(٧) انظر شرح الكافية الشافية (٣ / ١٤٣٧) ، والأشموني (٣ / ٢٣١).
(٨) انظر الكتاب (٣ / ٢٢٠).