[معاني فعل بالفتح]
قال ابن مالك : (فصل : لـ «فعل» تعدّ ولزوم ، ومن معانيه : غلبة المقابل ، والنّيابة عن «فعل» في المضاعف واليائيّ العين ، واطّرد صوغه من أسماء الأعيان لإصابتها أو إنالتها ، أو عمل بها ، وقد يصاغ لعملها أو عمل لها أو أخذ منها).
______________________________________________________
وبلي فهو بال ، وحزن فهو حزين ، ومرض فهو مريض.
ثم قلت : ولزم «فعيل» في المعني عن «فعل» منبها بذلك على «حيّ» و «سمين» وأخواتهما المتقدم ذكرها.
ومن «فعل» المشارك «فعلا» : «طمع» و «عجل» و «يقظ» بمعنى : طمع ، وعجل ، ويقظ. ويشرك «فعل» «أفعل» كسود وأسود ، وخضر وأخضر ، ووجل وأوجل ، وعور وأعور ، ويشرك «فعلان» كفرح وفرحان ، وجدل وجدلان ، وسكر وسكران وصدي وصديان ، وقالوا : شعث فهو شعث وأشعث وشعثان (١) فأشركوا الثلاثة» (٢) انتهى.
وليعلم أن ما جاء من الصفات المذكورة على غير صيغة «فاعل» فإنّما هو صفة مشبهة ، وإطلاق اسم الفاعل عليها إنّما هو بطريق المجاز وقد تقدم تقرير ذلك (٣) ، نعم إن قصد بشيء من ذلك الحدوث والتجدّد كما يقصد بالفعل وذلك بأن يذهب بتلك الصفة مذهب الزمان أتي بها على صيغة «فاعل» وكان لها حكم اسم الفاعل (٤) ، وقد تقدم لنا الإشارة إلى إنشاد المصنف في إيجاز التعريف :
٣٥٦٦ ـ وما أنا من رزء وإن جلّ جازع |
ولا بسرور بعد موتك فارح (٥) |
قال ناظر الجيش : قال المصنف (٦) : «كثر استعمال «فعل» لحقته ـ متعدّيا ـ
__________________
(١) شعث شعثا وشعوثة فهو شعث وأشعث وشعثان وتشعّث : تلبّد شعره واغبرّ. اللسان (شعث).
(٢) انظر فيما تقدم شرح الشافية (١ / ١٤٣ : ١٤٩) وشرح الألفية لابن الناظم (ص ٤٤٠ ـ ٤٤١) والتصريح (٢ / ٧٧ : ٧٨).
(٣) انظر ذلك أول الباب عند شرحه لقول ابن مالك : وكثر في اسم فاعل فعيل وفعل وانظر التصريح : (٢ / ٧٨).
(٤) انظر التصريح (٢ / ٧٨) وشرح الألفية لابن الناظم (ص ٤٤٤).
(٥) سبق الكلام عليه وشرحه.
(٦) شرح التسهيل لابن مالك (٣ / ٤٤١).