.................................................................................................
______________________________________________________
وقدّر العامل : الزم.
قال الشيخ (١) : وسيبويه يقدر «عذيرا» تقدير «عذر» فيمكن أن يكون اسما وضع موضع المصدر ، ويحتمل أن يكون مصدرا كالنّكير والنّذير ، قال : وضعّف بعضهم كونه مصدرا معتلّا بأن المصدر على فعيل لا يكون إلّا في الأصوات (٢) ، ونقل عن عبد العزيز القواس (٣) أنه قال في «عذيرك» : ذهب سيبويه إلى أنه مصدر بمعنى العذر كالنّذير والنّكير ، وذهب المفضّل إلى أنه بمعنى عاذر كشاهد وشهيد. انتهى.
ولا يظهر كون «عذير» من قولنا : عذيرك من فلان مصدرا ، والظاهر أنه اسم فاعل (٤) قال الجوهري : وقولهم : عذيرك من فلان ، أي هلمّ من يعذرك منه ، بل تلومه ولا يلومك قال الشاعر :
٣٥٥٧ ـ عذير الحيّ من عدوا |
ن كانوا حيّة الأرض (٥) |
__________________
(١) التذييل والتكميل (خ) (٤ / ٢٤٥) وقد نقل المؤلف كلامه بتصرف.
(٢) قد جاء المصدر على فعيل في غير الأصوات كقولهم : وجب القلب وجيبا إذا اضطّرب. انظر الأعلم (١ / ١٣٩) وابن يعيش (٢ / ٢٧).
(٣) هو عبد العزيز بن زيد بن جمعه الموصلي شرح ألفية ابن معط وشرح الكافية وهما مطبوعان (٢ / ٩٩).
(٤) يرى المؤلف أنّ «عذير» من قولهم : عذيرك من فلان وصف (اسم فاعل) وقد استدل على ذلك بما حكاه عن الجوهري (عذر) ، أما «عذير» في قول الشاعر : عذيرك من خليلك .. وفي قول الآخر :
عذير الحيّ من (عذر) .. فهو مصدر لا صفة ، والذي يظهر أن «عذير» مصدر لا صفة على كل حال ، لأن المصدر يطرد وضعه موضع الفعل بدلا منه لأنه اسمه ولا يطرد ذلك في اسم الفاعل. انظر الأعلم (١ / ١٣٩).
(٥) هذا البيت من الهزج وقائله ذو الإصبع العدواني.
الشرح : وصف ما كان من تفرق عدوان بن عمرو بن سعد بن قيس عيلان وتشتتهم في البلاد مع كثرتهم وعزتهم ، وبعد أن كانوا يخشون ويهابون كما يحذر الحية المنكرة ، وقوله : «كانوا حية الأرض» أي : كانوا يتقي منهم لكثرتهم وعزتهم كما يتقي من الحية المنكرة ، ويقال : فلان حية الوادي إذا كان شديد الشكيمة حاميا لحوزته.
الشاهد : نصب «عذير» ووضعه موضع الفعل بدلا منه.
والبيت في الكتاب (هارون ١ / ٢٧٧) ، والشعر والشعراء (٢ / ٧١٢) ، والخزانة (٢ / ٤٠٨) ، والعيني (٤ / ٣٦٤).