.................................................................................................
______________________________________________________
ولا ترتكب (١) ، و «هذا ولا زعماتك. أي : ولا أتوهّم (٢) ، وكليهما وتمرا (٣) أي : أعطني وزدني (٤) ، وديار ميّة في قول الشاعر :
٣٥٥٥ ـ ديار ميّة إذميّ تساعفنا (٥)
أي : اذكره.
والجاري مجرى المثل قولهم : «حسبك خيرا لك» (٦) و «وراءك أوسع لك» (٧) ، وقوله تعالى (فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ)(٨) ، و (انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ)(٩).
وقد زاد هنا على ما ذكره ثمّ صورا (١٠) كما رأيت ، وكلامه في هذا الفصل جليّ ، مستغن عن الشرح.
وقد تكلم الشيخ على هذه الكلمات شارحا لمعناها بما لا يكاد يخفى على الناظر ثمّ قال (١١) : وأما مرحبا وأهلا وسهلا فجعل المصنف كلّ واحد منها منصوبا بفعل يناسبه فقال : أصبت رحبا ، وأتيت أهلا ووطئت سهلا ، فجعلها (١٢) جملا ثلاثا ، ـ
__________________
(١) في الكتاب (١ / ٢٨١): «ومن ذلك قولهم : كلّ شيء ولا هذا ، وكل شيء ولا شتيمة حر ، أي : ائت كلّ شيء ولا ترتكب شتيمة حر فحذف لكثرة استعمالهم إياه». وانظر الهمع (١ / ١٦٨).
(٢) انظر الكتاب (١ / ٢٨٠).
(٣) هذا مثل يضرب في كل موضع خيّر فيه الرجل بين شيئين وهو يريدهما معا. وانظر المستقصى (٢ / ٢٣١) (المثل رقم ٧٨٠) وانظر مجمع الأمثال (٣ / ٣٨) وحاشية الصبان على الأشوني (٣ / ١٩٣).
(٤) في الكتاب (١ / ٢٨٠ ، ٢٨١) قال سيبويه : «ومن ذلك قول العرب : كليهما وتمرا فذا مثل قد كثر في كلامهم واستعمل ، وترك ذكر الفعل لما كان قبل ذلك من الكلام كأنه قال : أعطني كليهما وتمرا». وقال «ومن العرب من يقول : كلاهما وتمرا كأنه قال : كلاهما لي ثابتان وزدني تمرا».
(٥) هذا صدر بيت من البسيط وهو لذي الرمة وعجزه : ولا يرى مثلها عجم ولا عرب ورخم «ميّه» في غير النداء ضرورة ، ويقال : كانت تسمى : ميّا وميّة. انظر الكتاب (٢ / ٢٤٧) (هارون).
الشاهد : نصب «ديار مية» بإضمار فعل ترك استعماله وقامت بما تقدم دلالته فحذف وتقديره : اذكر ديار مية وأعينها. الأعلم (١ / ١٤١) وابن السيرافي (١ / ٣٨٣) ، والبيت في أمالي الشجري (٢ / ٩٠) واللسان (عجم).
(٦) الكتاب (١ / ٢٨٢).
(٧) هذا مثل انظر مجمع الأمثال (٣ / ٤٣٩).
(٨) سورة النساء : ١٧٠.
(٩) سورة النساء : ١٧١.
(١٠) أي : في باب تعدي الفعل.
(١١) التذييل (خ) ورقة (٢٤٤ / ب) ، (٢٤٥ / أ).
(١٢) حاشية الصبان (٣ / ١٩٣).