.................................................................................................
______________________________________________________
ولا معطوف عليه ، فمع التّكرار والعطف يلتزم (١) إضمار الناصب كقولك : الأسد الأسد والشّيطان وكيده ، ومنه قوله تعالى : (ناقَةَ اللهِ وَسُقْياها)(٢).
والإغراء كالتّحذير في التزام إضمار الناصب مع التّكرار والعطف (٣) وعدم التزامه مع عدمهما (٤) ، وقد يجاء باسم المحذّر منه والمغرى به مع التّكرار مرفوعا (٥) ، قال الفرّاء في كتاب المعاني (٦) في قوله تعالى : (ناقَةَ اللهِ وَسُقْياها ،) نصب الناقة على التحذير وكل تحذير فهو نصب ، ولو رفع على إضمار هذه ناقة الله لجاز ، فإنّ العرب قد ترفع ما فيه معنى التّحذير ، وأنشد :
٣٥٤٨ ـ إنّ قوما منهم عمير وأشبا |
ه عمير ومنهم السّفّاح |
|
لجديرون بالوفاء إذا قا |
ل أخو النّجدة السّلاح السّلاح (٧) |
فرفع ، وفيه معنى الأمر بلبس السلاح. هذا ما ذكره في شرح الكافية (٨) وقد دلّ قوله : وقد يكون للمتكلم كقول من قال : إيّاي وأن يحذف أحدكم الأرنب. على أن قوله هنا : ينصب تحذّرا إيّاي وإيّانا قليل ، وقوله : أي نحّني عن حذف الأرنب ونحّ حذف الأرنب عن حضرتي يعطى ظاهره أنّ الكلام جملتان (٩) وكلامه في التسهيل يقتضي أن يكون جملة واحدة لما نذكره بعد.
ثم قوله : نحّني يقتضي أن المتكلم آمر غيره [٤ / ٢٢٦] وأمر الغير شيء وإن كان ـ
__________________
(١) انظر شرح ابن الناظم للألفية (٦٠٨).
(٢) سورة الشمس : ١٣.
(٣) انظر الهمع (١ / ١٧٠) وفيه : «وإنما يجب الإضمار في صورتين إذا عطف أو كرر كقولك الأهل والولد وقولك : العهد العهد».
(٤) فيجوز الإظهار في نحو : العهد فيجوز أن تقول : إلزم العهد واحفظ العهد ، الهمع (١ / ١٧٠).
(٥) الهمع (١ / ١٧٠).
(٦) انظر معاني القرآن (٣ / ٢٦٨ ، ٢٦٩) والارتشاف (٦٠١) وشرح ابن الناظم (٦٠٩ ، ٦١٠).
(٧) البيتان من الخفيف ولم يعرف قائلهما.
الشرح : «لجديرون» أي : لائقون واجريون وهو خبر «إنّ» والسلاح : مقول القول ، وفيه الشاهد : إذ أصله : خذ السلاح لأن مقول القول يكون جملة ثم يرفع لأن العرب ترفع ما فيه معنى التحذير وإن كان حقه النصب ، «النّجدة» بكسر النون : الشجاعة. وانظر الأشموني (٣ / ١٩٣) وانظر الخصائص (٣ / ١٠٢) ومعاني القرآن (١ / ١٨٨) والدرر اللوامع (١ / ١٤٦) ، والهمع (١ / ١٧٠).
(٨) شرح الكافية الشافية (٢ / ١٣٨١).
(٩) وهو رأي الزجاج انظر التذييل والتكميل (خ) ج ٤ ٢٤٠ / بـ ، والارتشاف (٢ / ٥٨١).