.................................................................................................
______________________________________________________
فعلت وأنا أفعل لا يفيد الاختصاص عند النحاة ولكن قد يفيد عند أرباب علم المعاني (١) ، وإذا لم يكن الكلام يفيد الاختصاص من أصله ، فكيف يثبت له توكيد ذلك المعنى الذي لم يفده.
هذا إن كان المراد بالاختصاص هو التخصيص ، وإن كان المراد به غير ذلك ، فذاك شيء آخر.
الأمر الثاني : قول المصنف في الشرح : إن الباعث على الاختصاص فخر ، أو تواضع ، أو زيادة بيان ، ينافي قوله في المتن أنه قد قصد بما ذكره تأكيد الاختصاص.
والظاهر أن الذي ذكره في المتن هو المعتبر ، وقد تقدم لنا قول سيبويه : ولا يجوز أن تذكر إلا اسما معروفا ؛ لأن الأسماء إنما تذكر هنا توكيدا وتوضيحا للمضمر ، والحق أن : المقصود بذكر المخصوص إنما هو التأكيد ، أو زيادة البيان. وأما الفخر والتواضع فإنما يستفادان من الكلام بجملته ، فإن قائل :
٣٥٤٤ ـ لنا معشر الأنصار ..... |
........ البيت |
ـ لو لم يذكر معشرا ، وقال : لنا مجد مؤثل بإرضائنا خير البرية لأفاد هذا الكلام الفخر ، وكذا قائل :
٣٥٤٥ ـ جد بعفو ....... |
......... البيت الآخر |
لو لم يقل : أيها العبد ، وقال : جد بعفو ، فإنني إلى العفو فقير ، لأفاد التواضع.
وقوله : وقد يلي هذا الاختصاص ضمير مخاطب قد مثل له بقول العرب : بك الله نرجو الفضل ، (ومنه) أيضا : سبحانك الله العظيم الاسم المعظم منصوب على الاختصاص ، والعظيم صفة الله.
__________________
(١) ينظر بغية الإيضاح (١ / ١١٩) وما بعدها ، ودلائل الإعجاز (١٣٨) ، وما بعدها.