.................................................................................................
______________________________________________________
ومنها :
أنك قد عرفت قول المصنف : وساغ ترخيم المنادى المضاف بحذف آخر المضاف إليه ، وتقدم الاستشهاد على ذلك ، ومن الشواهد أيضا قول الشاعر :
٣٥٣٩ ـ خذوا حظّكم يا آل عكرم واذكروا |
أواصرنا والرّحم بالغيب تذكر (١) |
وقد ذكر الجماعة أن هذا مذهب الكوفيين ، والبصريون لا يجيزون (ذلك) ، ويقولون أن المضاف إليه ليس هو المنادى ولا يرخم عندهم غير المنادى ، وقد خرّج سيبويه ما ورد من هذا النوع على أنه مما رخم في غير النداء ضرورة (٢).
قال الشيخ : ولو ذهب ذاهب إلى أن المنادى إذا كان آخر المضاف إليه بالتاء علما جاز ترخيمه بحذفها وقوفا مع الشواهد التي استشهد بها لكان مذهبا (٣). قال : ولا يقوم للكوفيين دلالة بهذا النوع الخاص من حذف التاء من المضاف إليه على جواز ترخيم المنادى المضاف على الإطلاق ؛ لأن الدليل إن صح خاص ، والدعوى عامة (٤).
ومنها :
أن ظاهر كلام المصنف يقتضي المساواة في الشذوذ بين يا صاح ، وأطرق كرا.
ولا شك أنهما شاذان في القياس ؛ أما في الاستعمال فالشاذ أطرق كرا. وأما يا صاح فإنه فاش في الاستعمال (٥) ، وكلام الجماعة يشعر بذلك ، والعلة فيه كثرة الاستعمال.
__________________
(١) من الطويل لزهير ـ ديوانه (ص ٣١) والدرر (١ / ١٥٨) والشجري (١ / ١٢٦) ، (٢ / ٨٨) والهمع (١ / ١٨١).
(٢) الكتاب (٢ / ٢٦٩).
(٣) التذييل (٤ / ٢٣٨).
(٤) السابق.
(٥) ينظر الكتاب (٢ / ٢٥٦) ـ هارون.