.................................................................................................
______________________________________________________
ومنها :
أنك قد عرفت معنى قول المصنف مشيرا إلى التاء المحذوفة من المرخم ، ولا يستغنى غالبا في الوقف على المرخم بحذفها عن إعادتها أو تعويض ألف منها ، حيث جعل الوقف على المرخم المذكور دون إعادة الهاء ، أو التعويض عنها قليلا. وكلام ابن عصفور المتقدم ذكرنا له موافق له في ذلك حيث قال : وبعض العرب يقف بالسكون ، لكنّه في شرح الجمل قال : إنك تقول في عائشة : إذا رخمت : يا عائش أقبلي فإن وقفت قلت : يا عائشة ، ولا بد من الهاء ؛ لأنهم قد عزموا على حذف التاء ، وهي حرف معنى فكرهوا أن يذهب بالجملة فعوضوا في الوقف.
ولا يجوز عدم التعويض إلّا في ضرورة شعر (١) قال : ولا يجوز أن يعوض منها الألف إلا في القوافي كقوله :
٣٥٣٢ ـ وما عهد كعهدك يا أماما (٢)
وقول الآخر :
٣٥٣٣ ـ قفي قبل التّفرّق يا ضباعا |
ولا يك موقف منك الوداعا (٣) |
وبعد نقل الشيخ عن ابن عصفور أنه لا يجوز أن يوقف بغير هاء إلّا في ما سمع حكى سيبويه عن العرب : يا حرمل يريد يا حرملة ، ولا يقاس عليه (٤). قال : ـ أعني الشيخ ـ : والذي يدل عليه كلام سيبويه أن أكثر العرب يلتزمون الوقف بالهاء ، وأن منهم من يقف بغير هاء وشبهه سيبويه بارم ، وارم الأكثر في الوقف عليه بالهاء ، ومن العرب من يقف عليه بالسكون. وما حكاه سيبويه ليس في ضرورة شعر فيقتضي أن لا يقاس عليه ، بل يجوز (القياس) عليه لكنه قليل ، وتشبيهه بارم يقتضي أن يقاس عليه. انتهى (٥). ـ
__________________
(١) شرح الجمل (٢ / ١٢٣).
(٢) تقدم ذكره كما رواه المبرد.
(٣) البيت من بحر الوافر وهو للقطامي (ديوانه ص ٢٥٨) طبعة الهيئة العامة للكتاب.
وشاهده : ترخيم ضباعة بحذف تائه وتعويض الألف في القافية والبيت من شرح المفصل (٧ / ٩١) ، والأشموني (٣ / ١٧٣).
(٤) التذييل (٤ / ٢٣٥).
(٥) التذييل (٤ / ٢٣٦).