.................................................................................................
______________________________________________________
الثاني لا يظهر أن فيه إقحاما ولا يتصور الإقحام فيه إلّا على الوجه الذي ذكره المصنف ، وهو أن يقدر الاسم عاريا من التاء مع أنها ثانية فيه. لكن الشيخ بعد أن ذكر ما ذكره ابن عصفور قال :
ولا يكون ذلك الإقحام إلا على لغة من ينتظر فقط. فلذلك اضطربوا في هذه التاء ، فمن رأى أن الإقحام هو إدخال الشيء بين شيئين قال : إنها مقحمة بين الحرف الذي هو آخر المرخم وبين حركته ، ومن رأى أن الإقحام هو الداخل في غير موضعه قال : إنها زائدة في آخر الاسم (١).
وقال في الارتشاف له : وإذا رخمت ما فيه التاء من الأعلام نحو طلحة وعائشة جاز على اللغتين فتقول يا طلح ، ويا طلح ومن لم يرخم بناه على الضم كالأسماء المفردة غيره.
ومنهم من فتح التاء فقال : يا طلحة قال الشاعر :
٣٥٣٠ ـ كليني لهمّ أميمة ناصب
وللنحاة كلام كثير في هذه الفتحة وهل هو مرخم ، أو غير مرخم. فذهب بعضهم إلى أنه نصب المنادى على أصله ولم ينونه ؛ لأنه غير منصرف ، وهذا الذي اخترناه ، وذهب بعضهم إلى أنه بناه على الفتح ؛ لأنها حركة تشاكل حركة إعرابه لو أعرب فجرى مجرى : لا رجل في الدار ، وأنشد هذا القائل.
٣٥٣١ ـ يا ريح من نحو الشّمال هبّي (٢)
بالفتح وذهب الأكثرون إلى أنه أقحم التاء مفتوحة. ولأبي عليّ قولان :
أحدهما : أن التاء زيدت وحرّكت بالفتح إتباعا لحركة الحاء ـ يعني في طلحة ـ لأن الحاء حشو الكلمة وحركتها لازمة فأتبع حركة الآخر حركة الأول وهو عكس يا زيد بن عمرو.
والثاني: أنهم زادوا التاء بين الحاء وفتحتها، فالفتحة التي في التاء فتحة الحاء، ثم فتحت الحاء إتباعا لحركة التاء(٣).
__________________
(١) التذييل (٤ / ٢٣٤).
(٢) شطر رجز وقيل ليس بشعر ـ الأشموني (٣ / ١٧٤) والتصريح (٢ / ١٦٥) والعيني (٤ / ٢٩٤).
(٣) الإرتشاف (٣ / ١٦١) وانظر ـ كذلك ـ التذييل (٤ / ٢٣٤) وشرح الجمل (٢ / ٨٩) وما بعدها.