.................................................................................................
______________________________________________________
اللبس ؛ إذ لو قيل : وا غلامكاه ، ووا أنتاه ، ووا فعلتاه مراعاة لجانب الألف لجهل التأنيث المدلول عليه بالكسرة ، ولو قيل : وا غلامهاه ، ووا غلامهماه ، ووا فعلتاه لجهل المعنى المدلول عليه بالضمة. ولو قيل في قومي وقاموا : وا قوماه ووا قاماه لجهلت الحكاية.
ونبهت بقولي : (وربّما حمل أمن اللبس على الاستغناء بالفتحة والألف عن الكسرة والياء) على قول ابن أبي ربيعة للمرأة التي قالت له : يا عمراه ، فقال هو : يا لبّيكاه ، ولم يقل يا لبيكيه ؛ لأمن اللبس.
والبصريون يلتزمون فتح نون التثنية في ندبة المثنى فيقولون : يا زيداناه والكوفيون يجيزون هذا ، ويجيزون أيضا أن يقال : يا زيدانيه وهو عندي أولى من الفتح وسلامة الألف لوجهين أحدهما : أن في الفتح وسلامة الألف إيهام أن اللفظ ليس لفظ تثنية وإنما هو من الأعلام المختتمة بألف ونون مزيدتين كسلمان ومروان. الثاني : أن أبا حاتم حكى أن العرب يقولون في ندائهن مثنّى : يا هنانيه (١) ولم يحك يا هناناه. والقياس إنما يكون على ما سمع لا على ما لم يسمع.
وأجاز الكوفيون أن يقال : يا رقاشية ، ويا عبد الملكية ، ويا غلام زيدنيه ، ويا زيدناه ، وأن يقال : يا عمر استغناء بالفتحة عن الألف ، وما رواه حسن لو عضّده سماع ، لكن السماع فيه لم يثبت فكان الأخذ به ضعيفا (٢). انتهى.
وليعلم أن الياء في وا قوميه بدل من ألف الندبة ؛ لأن ياء الضمير ـ أعني ضمير المخاطبة بالقيام ـ حذفت لالتقائها ساكنة مع الألف ، ثم أبدلت ألف الندبة ياء لانكسار ما قبلها ، وكذا الواو في : وا قاموه بدل من ألف الندبة أيضا ؛ لأن الواو التي هي ضمير حذفت لسكونها قبل ألف الندبة ، ثم أبدلت الألف واوا لانضمام ما قبلها.
__________________
(١) راجع في ذلك ـ الأشموني (٣ / ١٦٢) ، وتعليق الصبان على هذه المسألة ، والهمع (١ / ١٧٨).
(٢) شرح التسهيل (٣ / ٤١٨).