والشاهد : «أمّا أنت ذا نفر» ، حيث حذف كان وعوض عنها «ما» الزائدة ، وأبقى اسمها «أنت» وخبرها «ذا». [شرح أبيات المغني / ١ / ١٧٣ ، وسيبويه / ١ / ١٤٨ ، والإنصاف].
(٢١) سبقوا هويّ وأعنقوا لهواهم |
|
فتخرّموا ولكلّ جنب مصرع |
البيت لأبي ذؤيب الهذلي ، وكان له أبناء خمسة فماتوا في الطاعون في عام واحد ، فقال يرثيهم. هويّ : أصله «هواي» ، فقلب الألف ياء ثم أدغم الياء في الياء ، وهي لغة هذيل. والهوى : ما تهواه النفس. وأعنقوا : سارعوا. تخرموا : استأصلهم الموت. ولكل جنب مصرع : يريد لكل إنسان مكان يصرع فيه فيموت. وقوله : أعنقوا لهواهم : جعل الموت هوى لهم من باب المشاكلة.
والشاهد : تخرموا : ماض مبني للمجهول ، ضمّ أوله وثانيه ؛ لأنه مبدوء بتاء زائدة. [شرح المفصل / ٣ / ٣٣ ، والهمع / ٢ / ٥٣ ، والمفضليات / ٤٢١].
(٢٢) لا تجزعي إن منفسا أهلكته |
|
فإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي |
هذا البيت من قصيدة للنمر بن تولب ، يجيب امرأته وقد لامته على التبذير ، يقول : لا تتألمي من إنفاقي المال ؛ لأني ما دمت حيا فسوف لا ينالك مكروه ، فإذا مت ، فاجزعي على موتي ؛ لأنك لن تجدي من بعدي من يكفيك مهمّات الحياة.
والشاهد : «إن منفسا» ، حيث نصب الاسم الواقع بعد أداة الشرط على تقدير فعل يعمل فيه ، يفسره الموجود بعده ؛ لأن أدوات الشرط لا يليها إلا الفعل. ويروى البيت برفع «منفس» ، ويعرب فاعلا لفعل الشرط المحذوف. [شرح أبيات المغني / ٤ / ٥٢ ، وسيبويه / ١ / ٦٧ ، والأشموني / ٢ / ٧٥ ، وشرح المفصل / ٢ / ٣٨].
(٢٣) قد أصبحت أمّ الخيار تدّعي |
|
عليّ ذنبا كلّه لم أصنع |
من أن رأت رأسي كرأس الأصلع |
|
يا ابنة عمّا لا تلومي واهجعي |
هذا رجز لأبي النجم الفضل بن قدامة العجلي.
والشاهد : يا ابنة عما : ابنة : منادى ، عمّا : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره كسرة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المنقلبة ألفا ، حيث أثبت الألف المنقلبة عن ياء المتكلم ، وهذه لغة قليلة ؛ ذلك أنّ المنادى المضاف إلى المضاف إلى الياء ، يجوز فيه إثبات الياء