(١٧) فلا تكثرا لومي فإنّ أخاكما |
|
بذكراه ليلى العامريّة مولع |
الذكرى : بكسر الذال المعجمة ، اسم مصدر بمعنى التذكر.
والشاهد : بذكراه ليلى العامرية ، فإن الذكرى اسم مصدر يدل على معنى المصدر ، ويعمل عمله ، وقد أضافه الشاعر إلى فاعله ، وهو ضمير الغيبة العائد إلى الأخ ، ثم أتى بمفعول المصدر ، وهو «ليلى العامرية» ، ومثله قول حسان بن ثابت :
لأنّ ثواب الله كلّ موحد |
|
جنان من الفردوس فيها يخلّد |
[الإنصاف / ٢٢٣ ، وشرح المفصل / ٦ / ٦٣].
(١٨) يا بن الكرام ألا تدنو فتبصر ما |
|
قد حدّثوك فما راء كمن سمعا |
لم أعرف قائله.
والشاهد : «فتبصر» ، حيث نصب الفعل المضارع الذي هو «تبصر» ، بأن المضمرة وجوبا بعد فاء السببية ، الواقعة في جواب العرض المدلول عليه بقوله : «ألا تدنو». [الشذور ، والأشموني / ٣ / ٣٠٢].
(١٩) خليليّ ما واف بعهدي أنتما |
|
إذا لم تكونا لي على من أقاطع |
لم أعرف قائله.
والشاهد : «ما واف أنتما» ، حيث اكتفى بالفاعل الذي هو «أنتما» عن خبر المبتدأ «واف» ؛ لكون المبتدأ وصفا ـ اسم فاعل ـ معتمدا على حرف النفي «ما». [الشذور / ١٨٠ ، والهمع / ١ / ٩٤ ، وشرح أبيات المغني / ٧ / ١٨٥].
(٢٠) أبا خراشة أمّا أنت ذا نفر |
|
فإن قومي لم تأكلهم الضّبع |
من شعر العباس بن مرداس السلمي ، يقوله في «خفاف بن ندبة». والضبع : السنة المجدبة الكثيرة القحط ، يقول : لا تفتخر عليّ ؛ لأنك إن كنت تفتخر بكثرة أهلك ، فليس ذلك سببا للفخر ؛ لأنّ قومي لم تأكلهم السنون ، ولم يستأصلهم الجدب والجوع ، وإنما نقصهم الذياد عن الحرم ، وإغاثة الملهوف ، أمّا : «أن» : المصدرية ، و «ما» زائدة ، معوض بها عن كان المحذوفة. أنت : اسم كان المحذوفة ، «ذا» خبر كان المحذوفة.