قافية الطاء
(١) حتى إذا جنّ الظلام واختلط |
|
جاؤا بمذق هل رأيت الذئب قط |
هذا رجز لم يعرف قائله. وجنّ الظلام : ستر كلّ شيء ، والمراد : أقبل. اختلط : كناية عن انتشاره واتساعه. والمذق : اللبن الممزوج بالماء ، شبهه بالذئب لاتفاق لونهما ؛ لأنّه فيه غبرة وكدرة. والمعنى : يصف الراجز قوما نزل بهم ضيفا ، بالشّحّ والبخل ، فانتظروا عليه طويلا حتى أقبل الليل بظلامه ، ثم جاءوا بلبن مخلوط بالماء يشبه الذئب في لونه ؛ لكدرته وغبرته ، يريد أن الماء الذي خلطوه به كثير.
وقطّ : استعمله بعد الاستفهام ، مع أنّ موضع استعماله بعد النفي الداخل على الماضي. والذي سهّل هذا ؛ أنّ الاستفهام قرين النفي في كثير من الأحكام ، وهو ظرف زمان مبني على الضمّ في محل نصب متعلق بـ «رأى» ، وسكونه للوقف ، وجملة «هل رأيت الذئب قط» ، في محل نصب مفعول به ، لقول محذوف يقع صفة لمذق ، والتقدير : بمذق مقول فيه هل رأيت الذئب قط.
والشاهد فيه : قوله : «بمذق هل رأيت» .. الخ ، فإن ظاهر الأمر أنّ الجملة المصدرة بحرف الاستفهام قد وقعت نعتا للنكرة ، وليس الأمر على ما هو الظاهر ، بل النعت (قول) محذوف ، وهذه الجملة معمولة له ، والقول يحذف كثيرا ويبقى معموله. قال البغدادي : وهذا الرجز قيل : للعجاج ، والله أعلم. [ابن عقيل / ٢ / ٢٦٣ ، وشرح التصريح / ٢ / ١١٢ ، والهمع / ٢ / ١١٧ ، والخزانة / ٢ / ٩٠٩ و ٥ / ٢٤].
(٢) فلا والله نادى الحيّ ضيفي |
|
هدوّا بالمساءة والعلاط |
البيت للمتنخّل الهذلي ، وهدوّا : بعد ساعة من الليل. والمساءة : مصدر سؤته سوءا. والعلاط : أصله وسم في عنق البعير ، ويقال : علطه بشرّ ، إذا وسمه ولطخه به. وهدوّا : ظرف لنادى ؛ لأن غالب ضيوف العرب إنما يجيئون بعد دخول الظلام.