رجز جاء في كتب النوادر. ومعنى احترش : أصيد الضبّ ، والاحتراش : صيد الضبّ خاصة ، وهو أن يحرك يده على جحر ؛ ليظنّه حية فيخرج ذنبه ليضربها ، فيأخذه. وقيل : أن يؤتى إلى باب جحر الضبّ بأسود الحيات ، فيحرك عند فم الجحر ، فإذا سمع الضبّ حسّ الأسود خرج إليه ليقتله ، فيصاد.
وقوله : ولو حرشت : التفات من الغيبة إلى الخطاب ، يعني : لو كنت تصيدين الضبّ ، لأدخلته في فرجك دون فمك إعجابا به وإعظاما للذّته. فقوله «حرش» في آخر الرجز ، يعني : «حرك» والحر ، بالكسر : فرج المرأة ، وأصله «حرح» بسكون الراء ، فحذفت الحاء الأخيرة منه ، واستعمل استعمال «يد ، ودم» ؛ ولذلك يصغّر على (حريح) ، ويجمع على (أحراح) ، وقد يعوض من المحذوف راء ، فيقال : حرّ ، بتشديد الراء.
والشاهد في الرجز : أن ناسا من تميم ومن أسد يجعلون مكان الكاف المؤنثة شينا في الوقف ، كما في «حرش» ، وأصله «حرك» ، وربما فعلوا هذا في الكاف الأصلية المكسورة في الوصل أيضا ، فرووا بيتا للمجنون يقول :
فعيناش عيناها وجيدش جيدها |
|
سوى أن عظم الساق منش دقيق |
يريد :
فعيناك عيناها وجيدك جيدها |
|
سوى أن عظم الساق منك دقيق |
يشبه صاحبته بالظبية ، وتسمى هذه اللغة : «الكشكشة» ، ولكن بيت المجنون يروى بالكاف في «ديوانه» وفي مجموعات الشعر ؛ ولذلك ربما كانت أكثر قصصهم في لغات العرب موضوعة ، فقد نقل البغدادي في «الخزانة» ج ١١ / ٤٦٦ : أن من لهجات العرب «تلتلة» بهراء ، فهم يكسرون حروف المضارعة ، فيقولون : «أنت تعلم» بكسر التاء ، وروى أن ليلى الأخيلية كانت تتكلم بهذه اللغة ، وأنها استأذنت ذات يوم على عبد الملك بن مروان وبحضرته الشعبيّ ، فقال له : أتأذن لي يا أمير المؤمنين في أن أضحكك منها؟ قال : افعل ، فلما استقرّ بها المجلس ، قال لها الشعبي : يا ليلى ، ما بال قومك لا يكتنون ، فقالت له : ويحك أما (نكتني)؟ فقال : لا والله ، ولو فعلت لاغتسلت ، فخجلت عند ذلك ، واستغرق عبد الملك في الضحك.
قال أبو أحمد ، غفر الله له : أقسم بالله أن القصة موضوعة ؛ لأنها مروية بدون إسناد ،