قاله ابن هرمة. يقول باكيا على قومه ؛ لكثرة من فقد منهم. والنصب : بالضم ، أي : الشيء المنصوب. وتعتريهم : تغشاهم. ودرج السيول : الموضع الذي ينحدر فيه السيل إلى آخره حتى يستقرّ. والمعنى : كأنهم كانوا في ممرّ السيل فاجترفهم.
والشاهد : نصب «درج السيول» على الظرف. وزعم يونس أن أناسا يقولون : «هم درج السيول» ، بالرفع. [سيبويه / ١ / ٢٠٦ ، والخزانة / ١ / ٤٢٤].
(٢٧٧) إني بحبلك واصل حبلي |
|
وبريش نبلك رائش نبلي |
قاله امرؤ القيس. وراش السهم : ركّب فيه الريش ، والنبل : السهام ، لا واحد له من لفظه. يقول لها : أمري من أمرك وهواي من هواك ، وهذان مثلان ضربهما للمودة والمواصلة.
وشاهده : تنوين «واصل» ، و «رائش» ، ونصب ما بعدهما تشبيها بالفعل المضارع ؛ لأنهما في معناه ومن لفظه ، فجريا مجراه في العمل ، كما جرى مجراهما في الإعراب. [سيبويه / ١ / ٨٣].
(٢٧٨) إنّي انصببت من السماء عليكم |
|
حتى اختطفتك يا فرزدق من عل |
قاله جرير ، يهجو الفرزدق. ومعناه : أخذتك أخذ مقتدر ظاهر عليك. يريد : غلبته إيّاه في الشعر.
والشاهد : أن «عل» بمعنى «فوق». [سيبويه / ٢ / ٣٠٩].
(٢٧٩) ما إن يمسّ الأرض إلا منكب |
|
منه وحرف السّاق طيّ المحمل |
قاله أبو كبير الهذلي. ما إن ، إن : زائدة لتوكيد النفي. نعت رجلا بالضمر ، فشبهه في طيّ كشحه وإرهاف خلقه بالمحمل ، وهو حمالة السيف ، ويقول : إنه إذا اضطجع ، لم يمس الأرض إلا منكبه وحرف ساقه ؛ لأنه خميص البطن فلا ينال بطنه الأرض. والمنكب : مجتمع رأس العضد والكتف.
والشاهد فيه : نصب «طيّ المحمل» بإضمار فعل دلّ عليه قوله : ما إن يمس الأرض إلا منكب منه وحرف الساق ؛ لأن هذا القول يدل على أنه طوي طيّا. [سيبويه / ١ / ١٨٠ ، والإنصاف / ٢٣٠ ، والأشموني / ١ / ١٢١ ، والخصائص / ٢ / ٣٠٩].