واستدلّ به على أنّ همزة «أيمن الله» همزة وصل ؛ لإسقاطها في الدرج.
ويقال : جلوت بصري بالكحل ، وسيفي بالصقل ، وهمي بكذا جلاء بالكسر والمد.
وجملة «تجلو» مستأنفة ، أو خبر آخر عن «سعاد» ، عند من أجاز تعدّد الخبر مختلفا بالإفراد والجملة. وضمير «تجلو» المستتر عائد على «سعاد» في مطلع القصيدة. وتجلو : تكشف ، من جلوت العروس ، إذا أبرزتها. والعوارض : جمع عارض ، ما بعد الأنياب من الأسنان ، وذي بمعنى صاحب ، وموصوفه محذوف ، أي : عارض ثغر ذي ظلم ، وهو ماء الأسنان. والمنهل : إذا أورده النّهل ، وهو الشرب الأول. والعلل : الشرب الثاني.
والمعنى : تشبيه ريح فمها بريح الخمر الطيبة ، وهو ذوق فاسد ؛ لأن رائحة الخمر كريهة عند من لا يشربها.
وقوله : شجّت : بالبناء للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير الخمر ، أي : مزجت. والجملة حال من الراح ، بتقدير «قد».
وقوله : بذي شبم ، أي : بماء ذي شبم ، أي : ماء بارد. ومحنية : ما انعطف من الوادي وانحنى منه. والأبطح : مسيل واسع فيه دقاق الحصا. والمشمول : الذي هبت عليه ريح الشمال. وجملة «وهو مشمول» : حال من ضمير «أضحى» التامة ، ولا مانع أن تكون ناقصة مع الجملة الحالية. فإن قوله : «بأبطح» صالح لأن يكون خبرا لـ «أضحى».
(١٨٤) وما سعاد غداة البين إذ رحلوا |
|
إلا أغنّ غضيض الطرف مكحول |
لكعب بن زهير ، وهو البيت الثاني بعد المطلع. والغداة : مقابل العشيّ ، والمراد هنا مطلق الزمن. وإذ : بدل من «غداة». وجمع ضمير «سعاد» في «رحلوا» ، باعتبار قومها. والأغنّ : من وصف الظبي ، والغنّة : صوت لذيذ يخرج من الأنف ، شبهها بالظبي في النفور. والطرف : العين. والغض : فتور وانكسار يكون في الأجفان.
والشاهد قول ابن هشام : إن بعضهم قال : «غداة البين» ظرف للنفي ، وأما ابن هشام في شرح القصيدة ، فيرى أن تعلق الظرف بـ «كاف» التشبيه المحذوفة. وأصل الكلام : «سعاد كاغنّ ...» ، ولأن حرف التشبيه مقدر بعد «إلا» ، وما بعد «إلا» لا يعمل فيما قبلها ، رأى ابن هشام تقديره مقدما داخلا على «سعاد» ، أي : «وما كسعاد إلا ظبيّ ...» على التشبيه المقلوب. ويرى البغدادي : تعلقه بمضاف محذوف ،