مجهول القائل. وأنو شروان : أشهر ملوك الفرس. في أيامه ولد النبي صلىاللهعليهوسلم ، وهو الذي قتل مزدك الزنديق ، وبنى الإيوان المشهور ، الذي انشقّ ؛ لولادة النبي صلىاللهعليهوسلم.
وقوله : ما كان أعرفه : كان زائدة ، بين «ما» وفعل التعجب. والدون : الرديء. والسّفل : بكسر السين ، وفتح الفاء ، جمع سفلة ، بكسر الأول وسكون الثاني.
والبيت شاهد على أنّ قوله : «من رجل» ، تمييز عن النسبة الحاصلة بالإضافة. [الخزانة / ٣ / ٢٨٥].
(١٧٣) يسقون من ورد البريص عليهم |
|
بردى يصفّق بالرحيق السّلسل |
البيت لحسان بن ثابت ، يمدح الغساسنة في الجاهلية.
وهو شاهد على أنه قد يقوم المضاف إليه مقام المضاف في التذكير ؛ لأنه أراد «ماء بردى» ، ولو لم يقم مقامه في التذكير ، لوجب أن يقال تصفق بـ «التاء» للتأنيث ؛ لأن بردى من صيغ المؤنث ، فأرجع الشاعر ضمير يصفق إلى ماء بردى المحذوف.
وهذا من أوهامهم التي يبنونها على رواية لها أخت تنقضها ، ولكنهم لم يطلعوا عليها ، فقد روي البيت : «كأسا تصفّق بالرحيق السلسل» ، وليس كلّ الغساسنة كانوا يشربون من نهر بردى ، وربما كانوا بعيدين عنه ، فالغساسنة كانوا يسكنون أراضي حوران والجولان ، وأما دمشق ، فقد كانت عند الفتح الاسلامي بيد الروم. وفي السيرة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كتب إلى ملك غسّان في بصرى ، ولا يصل نهر بردى إلى ديار بصرى.
(١٧٤) ما بكاء الكبير بالأطلال |
|
وسؤالي وما يردّ سؤالي |
مطلع قصيدة للأعشى ، وهو شاهد على أنّ «الباء» «بالأطلال» للظرفية ، أي : في الأطلال ، وأراد بالكبير : نفسه ، وعذلها بالوقوف على الأطلال وسؤاله إيّاها ، ثم رجع وقال : وما يردّ سؤالي؟ يقول : ما بكاء شيخ كبير مثلي في طلل ، ويبدو أن البيت مضمّن في البيت التالي ، وهو :
دمنة قفرة تعاورها الصّي |
|
ف بريحين من صبا وشمال |
والدمنة : ما اجتمع من التراب والأبعار وغير ذلك ، فتعاوره الصيف بريحين مختلفين ، وهما الصبا ، ومهبها من ناحية الشرق ، والشّمال ، ومهبها من القطب الشمالي إلى