فائدة : الفرق بين العام والسنة؟
قال البغدادي في خزانة الأدب ج ٥ / ١٣٢ ، قال ابن الجواليقي :
السنة : من أيّ يوم عددته إلى مثله.
والعام : لا يكون إلا شتاء وصيفا.
وفي «التهذيب» العام حول يأتي على شتوة وصيفة ، وعلى هذا ، فالعام أخصّ من السنة ، وليس كل سنة عاما. أقول : وقد تكون السنة عاما إذا تضمنت الشتوة والصيفة.
قال : وإذا عددت من يوم إلى مثله فهو سنة ، وقد يكون فيه نصف الصيف ونصف الشتاء ، والعام لا يكون إلا صيفا وشتاء متواليين ، اه.
أقول : وفي هذا إشكال لم أفهمه : لأنني أفهم من هذا ، أنّ التواريخ التي نعدها لا تكون إلا سنوات ، سواء أكانت بالتقويم الهجري ، أم بالتقويم الميلادي ؛ لأن السنة الهجرية ليس لها بداية ثابتة. والسنة الميلادية تبدأ في كانون الثاني ، وهو في منتصف الشتاء. ومعنى هذا أن التقويم الشمسي لا يكون إلا سنة ، لأنه لا يكون فيه شتاء كامل ، ويكمل فيه الربيع والصيف والخريف فقط ، أما السنة الهجرية فقد تصادف أول الشتاء ، فيكون فيها صيف وهذا نادر ؛ ولهذا لا يكون فيما نقوم به إلا «السنة» ، ونقول : «العام» ، إذا تحدثنا عن عام زراعة ، أو مناخ ، أو تجارة ... الخ.
وبناء على هذا كيف نفسر قوله تعالى : (فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً؟) [العنكبوت : ١٤].
(١٥٦) ألا حيّيا ليلى وقولا لها هلا |
|
فقد ركبت أمرا أغرّ محجّلا |
البيت للنابغة الجعدي ، من أبيات في هجاء ليلى الأخيليّة.
وقوله : حييا ليلى ، أي : أبلغاها تحيتي على طريق الهزء والسخرية.
وقوله : فقد ركبت : أراد أنها ركبت بسبب التعرض لي أمرا واضحا ظاهرا لا يخفى ، وهذا يقال في كل شيء ظاهر عرف كما يعرف الفرس الأغرّ المحجل.
والشاهد : «هلا» بمعنى : اسكني ، اسم فعل أمر ، وقد تكون اسم صوت ؛ لزجر الدابة ،