فرمت إليه خمارها وقالت : صيره حبلا لبعضها ، وأنشدت تقول الأبيات. [الخزانة / ٩ / ٢٤٦].
(١٥٣) ومتى أهلك فلا أحفله |
|
بجلي الآن من العيش بجل |
البيت من قصيدة للشاعر لبيد بن ربيعة ، ذكر فيها أيامه ومشاهده ، وما جرى له عند النعمان بن المنذر ملك الحيرة ، والتأسّف على موته. قال القصيدة قبل إسلامه.
والبيت شاهد على أن «بجل» كان في الأصل مصدرا بمعنى الاكتفاء ، ثم صار اسم فعل بمعنى الأمر. فإن اتصلت به الكاف ، كان معناه : «اكتف» ، وإن اتصل به الياء ، كان معناه : «لأكتف» ، أمر متكلم نفسه. [الخزانة / ٦ / ٢٤٦].
(١٥٤) يتمارى في الذي قلت له |
|
ولقد يسمع قولي حيّهل |
البيت للشاعر لبيد ، يذكر صاحبا له في السفر ، كان أمره بالرحيل.
وهو شاهد على أن لبيدا سكّن «اللام» للقافية ، ولا يجوز تسكين «اللام» في «حيّهلا» في غير الوقف. [الخزانة / ٦ / ٢٥٨].
(١٥٥) أتعرف أم لا رسم دار معطّلا |
|
من العام يغشاه ومن عام أوّلا |
قطار وتارات خريق كأنّها |
|
مضلّة بوّ في رعيل تعجّلا |
البيتان للشاعر القحيف العقيلي ، من شعراء الجاهلية. معطلا : صفة رسم ، أي : خاليا من السكان. من العام. أي : هذا العام. ومن عام أول : العام السابق. قطار : فاعل يغشاه ، والقطار : جمع قطر ، وهو المطر. وتارات : جمع تارة ، بمعنى مرة. والخريق : الريح الباردة الشديدة الهبوب. شبه الريح العاصفة في رسم الدار بناقة أضاعت ولدا في جمع خيل أسرع ومضى ، فهي والهة تريد اللّحاق إليه ، فتسرع بأشدّ ما يمكنها. والبوّ : جلد الحوار ، أي : ولد الناقة يحشى إذا مات ، فتعطف عليه الناقة فتدرّ. والرعيل : الجماعة من الخيل.
وفي البيتين شاهد على أن الشاعر قد فصل بالظرف (تارات) بين العاطف ، وهو «الواو» ، وبين المعطوف ، وهو «خريق» ، والأصل : قطار وخريق تارات. [الخزانة / ٥ / ١٣١ ، وحاشية ياسين على التصريح ج ٢ / ١٦٣ ، ونوادر أبي زيد / ٢٠٨].