إذا قلت هاتي نوّليني تمايلت |
|
عليّ هضيم الكشح ريّا المخلخل |
البيتان لامرىء القيس ، حامل لواء الشّعراء في النار ، لما أذاعه في الشعر من فسق ، ولخروجه على قومه ، واستعانته بالروم على العرب ، فسنّ سنة سيئة نال جزاءها بما أرسل الله عليه من القروح. وقوله : أجزنا : قطعنا. وانتحى : اعترض. والحقف : ما اعوج وتثنىّ من الرمل. والقفاف : جمع قف بالضم ، وهو ما ارتفع من الأرض وغلظ ، ولم يبلغ أن يكون جبلا. والعقنقل : بوزن سفرجل ، المنعقد الداخل بعضه في بعض.
وليس في البيت الثاني شاهد ، وإنما ذكرته ؛ لأن الشاهد في البيت الأول لا يتضح إلا به ، ففي أول البيت «لمّا» وتحتاج إلى جواب ، أما الكوفيون فقالوا : جوابها ، وانتحى ، والواو مقحمة. وأما البصريون فقالوا : إن الجواب محذوف ، والتقدير : لما قطعنا ساحة الحيّ وفارقناها ، أمنّا من ترصّد الوشاة ، أو نلنا ما كنا تمنيناه ، وهذا الخلاف جار إذا كان البيت التالي ما ذكرته ، ومنهم من يجعل الجواب في بيت تال للأول ، وهو قوله :
هصرت بفودي رأسها فتمايلت |
|
عليّ هضيم الكشح ريّا المخلخل |
فيكون جواب «لما» هصرت. [الشذور / والإنصاف / ٤٥٧].
(١٢٩) ورجا الأخيطل من سفاهة رأيه |
|
ما لم يكن وأب له لينالا |
البيت لجرير يهجو الأخطل.
والشاهد : «يكن وأب له» ، حيث عطف قوله : «أب» بالواو على الضمير المرفوع المستتر في «يكن» وهو مذهب الكوفيين ، ويرى البصريون أنه يجوز في ضرورة الشعر ، فإذا كان هناك توكيد أو فصل ، يجوز معه العطف من غير قبح ، فتقول : اذهب أنت وأخوك ، ولا تقول : اذهب وأخوك. [الإنصاف / ٤٧٦ ، والعيني / ٤ / ١٦٠ ، والهمع / ٢ / ١٣٨ ، والأشموني / ٣ / ١١٤].
(١٣٠) نصروا نبيّهم وشدّوا أزره |
|
بحنين يوم تواكل الأبطال |
البيت لحسان بن ثابت. وحنين : اسم واد بين مكة والطائف ، كانت به المعركة المشهورة التي ذكرها القرآن (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ). [التوبة : ٢٥] ، قال الجوهري : حنين : موضع يذكر ويؤنث ، فإذا قصدت به الموضع ، ذكرته وصرفته ، كما في