(١٢١) لهنّك من عبسيّة لوسيمة |
|
على هنوات كاذب من يقولها |
ويسبقه في «لسان العرب» :
وبي من تباريح الصبابة لوعة |
|
قتيلة أشواقي وشوقي قتيلها |
والشاهد : «لهنّك» ، وللعلماء في تخريج هذه الكلمة آراء ، أذكر ههنا أقربها : وهو أنها في الأصل : «لأنك» بـ «لام» توكيد مفتوحة ، ثم «إنّ» المكسورة الهمزة المشددة النون. والأصل أن «لام» التوكيد التي تدخل على «إنّ» المكسورة ، تتأخر عن «إنّ» وما يليها فتدخل على خبرها مثل : «إنّ زيدا لمنطلق» ، أو على اسمها بشرط أن يتأخر عن الخبر ، كقوله تعالى : (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً). [النحل : ٦٦ ، والمؤمنون : ٢١] ، أو على ضمير الفصل الواقع بين اسمها وخبرها نحو : (إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُ). [آل عمران : ٦٢] ، ولا يجوز أن تقترن «اللام» بـ «إنّ» ، لكنه لما أبدل الهمزة من «إنّ» هاء ، توهم أنها كلمة أخرى غير «إنّ». و «اللام» في «لوسيمة» زائدة. ويذكر الكوفيون هذا البيت شاهدا على جواز زيادة «لام» التوكيد على خبر (لكن) لأنّ أصلها في التركيب «إنّ» زيدت عليها «لا» و «الكاف» ، فصارتا حرفا واحدا ، كما زيدت على «إنّ» «اللام» و «الهاء» في قول الشاعر. [الإنصاف / ٢٠٩ ، والهمع / ١ / ١٤٩ ، واللسان : لهن].
(١٢٢) دعيني أطوّف في البلاد لعلني |
|
أفيد غنى فيه لذي الحقّ محمل |
لعروة بن الورد ، المعروف بعروة الصعاليك.
والشاهد : «لعلني» ، حيث وصل «نون» الوقاية بـ «لعلّ» ، حين أراد أن يعملها في «ياء» المتكلم ، وقد زعم الأنباري في «الإنصاف» أن ذلك قليل ، وأن الكثير «لعلي» ، وليس كما قال .. نعم : إن حذف النون أعرف وأشهر. وبه وحده ورد القرآن الكريم (لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ). [غافر : ٣٦] [الإنصاف / ٢٢٧].
(١٢٣) وإن كان ما بلّغت عنّي فلامني |
|
صديقي وشلّت من يديّ الأنامل |
وكفّنت وحدي منذرا في ردائه |
|
وصادف حوطا من أعاديّ قاتل |
قاله معدان بن جوّاس الكندي. وكفنت وحدي منذرا : يقول أصبحت فريدا لا معين لي على القيام بواجب تجهيزه ، وأصبحت فقيرا لا أملك ما أكفنه فيه غير ردائه. أو يكون المعنى : قتله أعداؤه وليس معه غيري ، وأعجلت عن تكفينه حسب العادة.