والشاهد قوله : «القاتلين الملك» ، حيث أعمل اسم الفاعل في المفعول به ، مع كونه دالا على المضي ؛ لأنهم قتلوه من قبل ، وإنما أعمله مع ذلك لكونه محلى بـ «أل» ، وقوله : القاتلين : صفة لمالك وكاهل ؛ لأنهما قبيلتان. [الشذور ، والهمع / ٢ / ٩٦ ، والأشموني / ٣ / ٢٩٨ ، وشرح أبيات المغني / ٣ / ١٠٤].
(٢٤) أخا الحرب لبّاسا إليها جلالها |
|
وليس بولّاج الخوالف أعقلا |
البيت ، قاله القلاخ بن حزن بن جناب. وأخا الحرب : الذي يخوض غمراتها. وجلالها : بكسر الجيم ، جمع جلّ ، وأراد هنا : الدروع ونحوها مما يلبس في الحرب. ولّاج : كثير الولوج ، وهو الدخول. والخوالف : جمع خالفة ، وأصلها عمود الخيمة ، وأراد هنا : الخيمة نفسها ، من باب إطلاق اسم جزء الشيء ، وإرادة كله. و «أعقل» : الأعقل هو الذي تصطك ركبتاه من الفزع ، وكنى بولاج الخوالف عن الإغارة على جاراته ، المعنى : افتخر بأنه شجاع ، ملازم للحرب ، آخذ لها أهبتها ، وبأنه عف لا يغير على جاراته حال غيبة بعولتهن.
أخا : حال من ضمير مستتر في قوله : «بأرفع» ، في بيت سابق ، هو قوله :
فإن تك فاتتك السماء فإنني |
|
بأرفع ما حولي من الأرض أطولا |
لباسا : حال ثانية. جلالها : مفعول به منصوب بالفتحة. أعقلا : خبر ثان لليس منصوب بالفتحة.
والشاهد : «لبّاسا جلالها» ، أعمل صيغة المبالغة «لباسا» إعمال اسم الفاعل ، فنصب به المفعول به ، وهو قوله : «جلالها» ؛ لأن هذه الصيغة معتمدة على ذي حال ، وهو كالموصوف. [الشذور وسيبويه / ١ / ٥٧ ، وشرح المفصل / ٦ / ٧ ، والهمع / ٢ / ٩٦].
(٢٥) ما أنت بالحكم الترضى حكومته |
|
ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل |
من كلام الفرزدق ، واسمه همام بن غالب يقوله في هجاء رجل من بني عذرة ، كان قد فضل جريرا على الفرزدق والأخطل. ما : نافيه. أنت : مبتدأ. بالحكم : الباء زائدة ، والحكم خبر. الترضى : ال : اسم موصول نعت للحكم. الأصيل : معطوف بالجر حسب اللفظ على الحكم.
والشاهد : «الترضى» ، حيث قال بعضهم : إن (ال) ، ليست من علامات الأسماء ؛ لأنها