والشاهد : «وأرهنهم» ، حيث إنّ ظاهره ينبىء عن أن المضارع المثبت تقع جملته حالا ، وتسبق بالواو ، وهذا غير صحيح ؛ ولهذا قدرت جملته خبرا لمبتدأ محذوف ، والتقدير : وأنا أرهنهم. [ابن عقيل / ٢ / ٩٥ ، والأشموني / ٢ / ١٨٧ ، والهمع / ١ / ٢٤٦ ، والشعر والشعراء ، ترجمة الشاعر].
(١٥) يا حكم الوارث عن عبد الملك |
|
ميراث أحساب وجود منسفك |
الرجز لرؤبة بن العجاج ، توفي بالبادية أول عهد بني العباس ، سنة ١٤٥ ه ، ومعهما شطر ثالث هو : «أوديت إن لم تحب حبو المعتنك». وأوديت : هلكت. وتحب : من الحبو ، وهو الزحف. والمعتنك : البعير الذي يكلف أن يصعد في العانك من الرمل ، ولا يتأتى الصعود فيه إلا مع جهد ومشقة ، والبعير قد يحبو فيه ، ويبطىء في سيره ، ويشرف بصدره. ويتكلف حتى يتمكن من صعوده. يقول : إني أهلك إن لم تمنحني من عنايتك وترفقك بي ، وتلطفك في معالجة شؤوني ، مثل ما يعطيه البعير من ذلك حين يريد أن يصعد في عانك الرمل. وحكم هو الحكم بن عبد الملك بن بشر بن مروان ، وقوله : ميراث : منصوب بالوارث ، مفعوله ، وقوله : منسفك ، أي : منصب واسع.
والشاهد : «الوارث» ، بالرفع ، نعت لـ «حكم» على اللفظ ، ويجوز فيه النصب على المحل ؛ لأنّ المنادى محله النصب ، وفي الشطر الثالث حذف جواب الشرط ؛ لدلالة ما سبق عليه. [الإنصاف / ٦٢٨ ، وشرح أبيات المغني / ١ / ٦٠].
(١٦) تقول بنتي قد أنى إناكا |
|
يا أبتا علّك أو عساكا |
الرجز للعجّاج ، أو لولده رؤبة ، وقوله : أنى ، فعل ماض بمعنى : قرب. والإنا : بكسر الهمزة والقصر ، الوقت ، أي : حان حين ارتحالك إلى سفر تطلب رزقا ، فسافر لعلك تجد رزقا. وعلك : بمعنى : لعلك ، والخبر محذوف.
والشاهد : أنّ «عسى» فعل اتصل به ضمير النصب ، والدليل على نصبها : أنك إذا عنيت نفسك ، تقول «عساني» ، فلو كانت الكاف مجرورة ، لقلت «عساي» ، وفي تخريج «عساك» أوجه :
الأول : أنها حرف بمنزلة «لعلّ» ، ينصب بعدها الاسم ، والخبر مرفوع.
الثاني : أن «الكاف» في موضع نصب بـ «عسى» ، وأن اسمها ضمير فيها مرفوع. [شرح