الكسر. [سيبويه / ١ / ١٢٣ ، والإنصاف / ٥٣٧ ، والشذور ، واللسان «ترك»].
(٣) لن تنفعي ذا حاجة وينفعك |
|
وتجعلين اللّذ معي في اللّذ معك |
من شواهد «الإنصاف» ، وأنشده الكوفيون يستدلون به على أنّ أصل ذال «الذي» ساكنة ؛ لأنها جاءت هنا ساكنة ، ويرى الكوفيون أن الاسم في «الذي» ، الذال وحدها ، وما زيد عليها ، تكثير لها ، والدليل على ذلك أن الياء تحذف في التثنية ، فتقول : جاء (اللذان) ، ولو كانت الياء أصلية ، لقلنا جاء اللذيان ، كما يقال : العميان. [الإنصاف / ٦٧٢].
(٤) أتتك عنس تقطع الأراكا |
|
إليك حتى بلغت إيّاكا |
رجز منسوب إلى حميد الأرقط. والعنس : بفتح فسكون ، الناقة الشديدة القوية على السير. وتقطع الأراك ، أي : تقطع الأرضين التي هي منابت الأراك.
والشاهد : «بلغت إياك» ، حيث جاء بالضمير المنفصل في المكان الذي يكون فيه الضمير المتصل ، وكان من حقه أن يقول : «بلغتك» ، وكان الزجّاج يرى أنّ «إياك» هنا ، ليست مفعولا لبلغت ، وإنما هو توكيد لضمير متصل محذوف ، يقع مفعولا به ، والتقدير : بلغتك إياك. وهو تخريج بعيد ، فكيف يكون توكيدا ، والمؤكّد غير موجود. [سيبويه / ١ / ٣٨٣ ، والانصاف / ٦٩٩].
(٥) فإن تك خيلي قد أصيب عميدها |
|
فعمدا على عيني تيمّمت مالكا |
أقول له والرمح يأطر متنه |
|
تأمّل خفافا إنّني أنا ذلكا |
قالهما خفاف بن ندبة ، خفاف ، بوزن غراب ، وندبه ، بفتح النون أو ضمّها أمّه ، وهو ابن عم الخنساء ، ويقول خفاف الشعر ، وقد قتل مالك بن حمار ، سيد بني شمخ بن فزارة ، وأراد بالعميد الذي أصيب : معاوية بن عمرو بن الشريد ، أخا الخنساء ، ومالكا : هو مالك بن حمار. ويأطر متنه : يثنيه.
والشاهد : «أنا ذلكا» ، أي : هذا ، والإشارة فيه قد قصد بها تعظيم المشار إليه ، أي : أنا ذلك الفارس الذي ملأ سمعك ذكره ، نزّل بعد درجته ، ورفعة محله ، منزلة بعد المسافة ، ولهذا استعمل مع اسم الإشارة «اللام» التي للبعد ، وفي القرآن (ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ) [البقرة : ٢]. [الدرر / ١ / ٥١ ، والهمع / ١ / ٧٧ ، والإنصاف / ٧٢٠ ، والشعر والشعراء (ترجمة الشاعر) ، والخصائص / ٢ / ١٨٦].