قافية الكاف
(١) يا عاذلي دعني من عذلكا |
|
مثلي لا يقبل من مثلكا |
العاذل : الذي يلوم في تسخّط وكراهية لما يلومك فيه. ودعني : اتركني. وقوله : مثلي لا يقبل من مثلك هو.
محلّ الشاهد فأصل معناه : من كان متّصفا بصفاتي ، فإنه لا يقبل ممن كان متصفا بصفاتك. وقد جرت عادة العرب أنهم يكنون بهذه العبارة عن معنى. «أنا لا أقبل منك» والعرب إذا بالغوا في نفي الفعل عن أحد ، قالوا : مثلك لا يفعل كذا ، ومرادهم إنما هو النفي عن ذاته ، ولكنهم إذا نفوه عمّن هو على أخصّ أوصافه ، فقد نفوه عنه ، ومن الكناية قولهم : «مثلك لا يبخل» ، فقد نفوا البخل عن مثله ، وهم يريدون نفيه عن ذاته قصدوا المبالغة في ذلك ، فسلكوا به طريق الكناية ، والخلاصة أن «المثل» ، يطلق في كلام العرب ، ويراد به ذات الشيء.
والحاصل من هذا الشاهد : أن «الكاف» في قوله تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ،) [الشورى : ١١] لا تكون زائدة ؛ لأن «مثله» هنا ، بمعنى : «هو» ، كأنه قال : ليس كهو شيء ، وهذا التفسير ، أبلغ من قولهم بزيادة الكاف ؛ لزعم القائل بالزيادة ، أنّ المعنى يفسد بها ، حتى يصبح المعنى : «ليس مثل مثله شيء» ، وهذا باطل ، فزادوا «الكاف» ، وتفسير «المثل» بمعنى الذات ، جيد. [الإنصاف / ٣٠١].
(٢) تراكها من إبل تراكها |
|
أما ترى الموت لدى أوراكها |
بيتان من مشطور الرجز ، عزاهما ابن منظور إلى طفيل بن يزيد الحارثي.
والشاهد : «تراكها» ، بمعنى : اتركها ، اسم فعل أمر ، فاعله ضمير مستتر ، والضمير البارز مفعول به. وقد جاء (فعال) المأخوذ من مصدر الفعل الثلاثي المتصرف ، وبناه على