أمسا» ، أي في يوم ما من الأيام الماضية ، وكذلك في الجمع كما في الشاهد ، وكذلك إذا أضيف نحو «ما كان أطيب أمسنا». [شرح شذور الذهب / ١٠٠ ، والدرر / ١ / ١٧٦ ، والهمع / ١ / ٢٠٩ ، واللسان «أمس»].
(٢٣) وبلدة ليس بها أنيس |
|
إلّا اليعافير وإلّا العيس |
هذا الرجز لعامر بن الحارث (جران العود) ورواية الجزء الأول في ديوانه «بسابسا ليس به أنيس» ، والضمير يعود إلى المنزل ، وبلدة : الواو : واو ربّ ، بلدة : مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة. وجملة (ليس بها أنيس) صفة لبلدة ، والخبر محذوف تقديره «سكنتها». إلا : أداة استثناء. واليعافير : بدل من أنيس.
والشاهد : إلا اليعافير ، وإلا العيس ، حيث رفع اليعافير والعيس على أنهما بدلان من قوله «أنيس» ، مع أنهما ليسا من جنس الأنيس ، أي : الذي يؤنس به ، وجاز ذلك على التوسع في معنى «أنيس» ، فكأنه قال : ليس بها شيء إلا اليعافير. واليعافير : جمع يعفور : وهو الظبي الأعفر ، أي : الذي لونه لون التراب. والعيس : الإبل. [الشذور / ٢٦٥ ، وشرح التصريح / ١ / ٣٥٣ ، والدرر / ١ / ١٩٢ ، وسيبويه / ١ / ١٣٣].
(٢٤) ومرّة يحميهم إذا ما تبدّدوا |
|
ويطعنهم شزرا فأبرحت فارسا |
يمدح مرّة ، بأنه إذا تبددت الخيل ، ردّها وحماها ، والطعن الشزر هو ما كان في جانب ، وكان أشدّ لأن مقاتل الإنسان في جانبيه. وأبرحت : تبيّن فضلك ، كما يتبين البراح من الأرض ، والبيت لعباس بن مرداس.
والشاهد : نصب «فارسا» على التمييز للنوع الذي أوجب له فيه المدح ، وهو مثل ويحه رجلا ، ولله درّه فارسا ، وحسبك به رجلا. [سيبويه / ١ / ٢٩٩ ، والدرر / ٢ / ١١٩ ، والهمع / ٢ / ٩٠ ، والأصمعيات / ٢٠٦].
(٢٥) أقاتل حتى لا أرى لي مقاتلا |
|
وأنجو إذا لم ينج إلا المكيّس |
البيت لزيد الخير (الخيل) ، وقوله «مقاتلا» أي : قتالا ، والمعنى : أقاتل حتى لا أرى موضعا للقتال لغلبة العدو وظهوره ، أو لتزاحم الأقران وضيق المعترك عند القتال. والمكيّس : المعروف بالكيس ، وهو العقل والتوقد.