الذي يضمّ النحر وما حوله. قلت : ولو كانت الوالدة ـ رحمها الله ـ موجودة ، لسألتها : ما البنائق؟ فمازال يرنّ في أذني لفظ «البنايق» من كلامها.
والشاهد : «سودت» : فهو على وزن «فعل» من السواد ، وربما كان أصله «اسوادّ» ، ثم تحوّل إلى «اسودّ» ، ثم صار سود. قال ابن منظور : أراد بقوله سودت ، أنه عورت عينه ، واستعار لها تحت السواد من عينه قميصا بيضا بنائقه. وقد يكون مراده : إذا كنت أسود اللون ، فإنني أضمر العمل الطيب ، ويؤيده الرواية التالية. [اللسان «بنق» «وقيه» وشرح المفصل ج ٧ / ١٦٢ ، وسيبويه ج ٢ / ٢٣٤].
(٧٦) وما ضرّ أثوابي سوادي وتحتها |
|
لباس من العلياء بيض بنائقه |
البيت لنصيب ، رواية أخرى للبيت السابق في الأغاني ج ١ / ٣٥٤ ، قال : وأنشدنا الأصمعي لنصيب ، وكان يستجيد هذه الأبيات ، ويقول إذا أنشدها : قاتل الله نصيبا ما أشعره.
(٧٧) عرضنا فسلّمنا فسلّم كارها |
|
علينا وتبريح من الغيظ خانقه |
البيت لابن الدمينة ، عبد الله بن عبيد الله ، والدمينة أمّة ، والبيت أحد سبعة أبيات أوردها أبو تمام في الحماسة.
وقوله : عرضنا : جواب شرط للبيت الأول ، وهو قوله :
ولما لحقنا بالحمول ودونها |
|
خميص الحشا توهي القميص عواتقه |
والحمول : الظعائن ، وأثقالها. وخميص الحشا : قليل اللحم على بدنه ، ويريد به قيّم الحمول ، ومرافقها ، وحارسها. يقول : لما دعانا الشوق إلى اللحوق بالظعائن بعد تشييعنا لها ، وإلى تجديد العهد بها ، فأدركناها ودونها رجل نحيف ، مديد القامة.
وقوله : فسلم كارها : أراد به المحامي دون الظعائن ، وكارها : منصوب على الحال ، يريد : أننا عند ما سلمنا ، ردّ السّلام كارها ، وظهر منه غيظ ملأ صدره. [شرح الحماسة للمرزوقي ١٢٦٣ ، والشعر والشعراء ص ٦١٨ ، ترجمة ابن الدمينة].
(٧٨) حلفت بهدي مشعر بكراته |
|
يخبّ بصحراء الغبيط درادقه |
لئن لم تغيّر بعض ما قد صنعتم |
|
لأنتحينّ العظم ذو أنا عارقه |