(١٥٤) كأنّ مجرّ الرامسات ذيولها |
|
عليه قضيم نمّقته الصّوانع |
البيت للنابغة الذبياني. والرامسات : الرياح الشديدة ، من الرمس ، وهو الدفن. وذيولها : مآخيرها ؛ ذلك أن أوائلها تجيء بشدة ثم تسكن. والقضيم : حصير منسوج. والصوانع : جمع صانعة ، وهي المرأة التي تصنع. وفسر بعضهم القضيم ؛ بأنه جلد يكتب عليه. وعلى هذا يكون في التفسير الأول ، شبه آثار الرياح في هذا الرسم بالحصير ، وفي الثاني شبهه بالكتابة.
والشاهد : «مجرّ» : فهو مصدر ميمي أضيف إلى فاعله ، ونصب المفعول به «ذيول» ، وهو بتقدير مضاف ، أي : أثر مجرّ ؛ ليحسن الإخبار عنه بـ «قضيم» ويروى بجرّ «ذيولها» على أنه بدل من الرامسات ، وعلى هذا يصح كون «مجرّ» اسم مكان ، ولا حذف في الكلام. [شرح المفصل ج ٦ / ١١٠ ، والخزانة ج ٢ / ٤٥٣].
(١٥٥) كأن مجرّ ... |
|
... نمقتّه الأصابع |
رواية أخرى في البيت السابق ، بقافية الأصابع ، ولكن «الأصابع» قافية بيت آخر في هذه القصيدة ، وهو :
وقد حال همّ دون ذلك داخل |
|
دخول الشغاف تبتغيه الأصابع |
أي : إن الهمّ نزل في القلب ، تبحث عنه أصابع المتطببين. [الخزانة / ٢ / ٤٥٦].
(١٥٦) عليها من قوادم مضرحيّ |
|
فتيّ السنّ محتلك ضليع |
البيت لعنترة. والمضرحي : الصقر ، أو النسر ، والسيد الكريم. والضليع : من الضلاعة ، وهي القوة وشدة الأضلاع ، ضلع الرجل فهو ضليع ، وفرس ضليع : تام الخلق ، والضليع : الطويل الأضلاع ، الواسع الجنبين ، العظيم الصدر.
(١٥٧) ولم أر مثل الخير يتركه الفتى |
|
ولا الشرّ يأتيه امرؤ وهو طائع |
البيت لا يعرف قائله. و «أر» ينصب مفعولين ، الأول : «مثل» ، والثاني جملة يتركه.
والشاهد : «ولا الشر» بالجرّ ، والتقدير : ولا مثل الشرّ ، فبقي الجرّ على المضاف إليه بعد حذف المضاف ؛ لأنه عطف على مماثل ، قال ابن مالك :