.................................................................................................
______________________________________________________
وأن «الباء» المكفوفة بـ «ما» يحدث فيها معنى التقليل ، وأن «الكاف» المكفوفة بـ «ما» أيضا قد يحدث فيها معنى التقليل.
وقد أتى المصنف على شرح ذلك بما فيه غنية.
غير أن ثمّ مباحث تذكر :
منها :
أن بعض المصنفين استدل على أن «الكاف» حرف بأن الموصول يوصل بها وبمجرورها في السعة كقولك : جاءني الذي كزيد ، ولو كانت الكاف اسما لم يجز ذلك إلا في قليل من الكلام ، أو في الشعر.
وأقول : إن الاستدلال على حرفيتها مستغنى عنه ؛ لأن الإجماع منعقد على أنها تكون حرفا.
وقد قال ابن أبي الربيع : ولا خلاف أعلمه في أن كاف التشبيه تكون حرفا ، وإنما الخلاف في كونها اسما فذهب سيبويه إلى أنها لا تكون اسما بمنزلة «مثل» إلا في الضرورة (١) ، وذهب الأخفش إلى أنها تكون اسما في الكلام والشعر (٢) ، انتهى. ولهذا لم يحتج المصنف إلى أن يستدل على حرفيتها.
ومنها :
أن الكاف تكون بمعنى «على» كقول بعض العرب : كخير ، في جواب من قال : كيف أصبحت؟ كما حكاه الفراء ؛ فإن المغاربة ذكروا أن هذا مذهب الأخفش كما أنه مذهب الكوفيين (٣). قالوا : وعلى هذا خرّج الأخفش قول العرب : كن كما أنت قال : لا يتصور أن تكون الكاف للتشبيه ؛ لأنه لا يشبه بحاله ، والتقدير : كن على الحال الذي أنت عليه ؛ فالكاف بمعنى «على» ، و «ما» موصولة و «أنت» مبتدأ محذوف الخبر والجملة صلة لما قالوا. ولا
حجة في ما استدل به ؛ أما كخير : فهو على حذف مضاف التقدير : كصاحب خير. ـ
__________________
(١) الكتاب (١ / ٣٨).
(٢) ينظر الارتشاف (٢ / ٤٣٧) ، والتذييل (٤ / ٣٢ ، ٣٣).
(٣) الارتشاف (٢ / ٤٣٧) ، والتذييل (٤ / ٣١) وما بعدها.