.................................................................................................
______________________________________________________
لا أقول» (١) فكانت قراءته مفسرة لقراءة الجماعة. وقد جاءت «على» زائدة دون تعويض في قول حميد بن ثور :
٢٥٤٨ ـ أبى الله إلّا أنّ سرحة مالك |
على كلّ أفنان العضاه تروق (٢) |
فزاد «على» ؛ لأن راق متعد بنفسه مثل «أعجب» ؛ لأنهما بمعنى واحد يقال : راقني حسن الجارية ، وأعجبني عقلها ، وفي الحديث : «من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليكفّر عن يمينه وليفعل الّذي هو خير» (٣) ، والأصل : من حلف يمينا ، كما قال النابغة :
٢٥٤٩ ـ حلفت يمينا غير ذي مثنويّة |
[ولا علم إلّا حسن ظنّ بصاحب] (٤) |
ف «علي» زائدة ، وقيل : هي بمعنى الباء. ويلزم من كونها بمعنى الباء أن تكون زائدة ؛ لأن الباء زائدة في قولك : حلفت بيمين ؛ لأن «حلف» يتعدى إلى اليمين كتعدية «آلى» ؛ لأنه بمعناه. انتهى كلامه رحمهالله تعالى (٥).
والمعاني التي ذكرها لهذا الحرف سبعة. أما الاستعلاء فمجمع عليه وهو معناه الأصلى ، وعليه عوّل المغاربة فلم يتعرضوا إلى ذكر غيره إلا منسوبا إلى غير مذهب البصريين. قال ابن أبي الربيع : و «على» معناها الاستعلاء (٦) وذكر القتبي أنها وضعت موضع حروف. قال : وهذا مذهب الكوفيين الذين يرون وضع الحروف بعضها مكان [بعض].
وأما البصريون فيذهبون إلى التضمين ؛ قال ابن عصفور (٧) : معنى «على» اسما كانت أو حرفا : الاستعلاء ؛ حقيقة نحو : زيد على الفرس ، أو مجازا نحو : عليه مال ـ
__________________
(١) وهي ـ كذلك ـ قراءة ابن مسعود. راجع البحر المحيط (٤ / ٣٥٥) وما بعدها وحجة ابن زنجلة (ص ٢٨٩) ، ومعاني الفراء (١ / ٣٨٦).
(٢) من الطويل ، سرحة مالك : امرأته ، العضاه من شجر الشوك. وفيه للأشموني نظر وأوضحه الصبان بأن «تروق» هنا بمعنى : تزيد وتفضل. وانظر : ديوانه (ص ٤١) والأشموني (٢ / ٢٢٢) ، والتصريح (٢ / ١٥) ، والدرر (٢ / ٢٣) ، والمغني (ص ١٤٤) ، والهمع (٢ / ٢٩).
(٣) يروى عن أبي هريرة وعن غيره. وانظر : البخاري (٨ / ١٨٢) ، والترمذي : أبواب النذور (٦) ، وابن ماجه (١ / ٦٨) ، ومسلم أيمان (١٩) ، وموطأ مالك : النذور والأيمان (١١) والنسائي : أيمان (١٥ ، ١٦).
(٤) بيت من الطويل وذكرنا عجزه ، وغير ذي مثنوية : لم يستثن فيها ثقة بصاحبه وهو في ديوانه (ص ١٠).
(٥) انظر : شرح التسهيل لابن مالك (٣ / ١٦٥).
(٦) التذييل (٤ / ٢٦) بغير نسبة له ، وانظر : الهمع (٢ / ٢٨).
(٧) في شرحه على الإيضاح كما سيأتي آخر هذا النص.