.................................................................................................
______________________________________________________
الاعتماد منه ، ولم يذكر ابن عصفور ـ في حدّ الصفة المشبّهة ـ سوى أنّها المأخوذة من فعل غير متعدّ ، فيدخل عنده نحو : قائم وجالس ونائم ، وفيه نظر.
وقال ابن عصفور (١) : الصفة المشبهة باسم الفاعل هي : كلّ صفة مأخوذة من فعل غير متعدّ ؛ لأنّها إنما شبهت باسم الفاعل المأخوذ من الفعل المتعدي فعملت عمله ، ووجه الشبه بينهما أنها صفة كما أنّ اسم الفاعل كذلك وأنّها متحملة للضمير كما أنّ اسم الفاعل متحمل ضميرا ، وأنّها طالبة للاسم بعدها كما أنّ اسم الفاعل طالب للاسم بعده ، وأنّها تذكر وتؤنث وتثنّى وتجمع ، كما أنّ اسم الفاعل كذلك ، فتقول : مررت برجل حسن الوجه ، كما تقول : مررت برجل ضارب زيدا ، فلما أشبهته من هذه الوجوه عملت عمله ، فإن نقص من هذه الوجوه شيء لم تعمل ، مثال ذلك «أفعل من» هو صفة طالب ضميرا ، طالب الاسم بعده تقول : زيد أفضل من عمرو أبا ، ولا تقول : زيد أفضل من عمرو الأب ؛ لأنّه قد نقص منه التثنية والجمع والتأنيث.
والصفة المشبهة تنقسم ثلاثة أقسام : قسم اتفق النحويون على أنّه يشبه عموما ، وقسم اتفق النحويون على أنه يشبه خصوصا ، وقسم فيه خلاف.
فالذي يشبه باسم الفاعل عموما : هي كلّ صفة لفظها ومعناها صالح للمذكّر والمؤنّث ، ونعني بالعموم أن تجري صفة المؤنّث على المؤنّث ، والمذكر على المذكر ، والمذكر على المؤنث ، والمؤنث على المذكر ؛ مثال ذلك : مررت برجل حسن الوجه ، والذي يشبه باسم الفاعل خصوصا : كلّ صفة لفظها ومعناها خاص بالمذكر أو بالمؤنث ونعني بالخصوص أن تجري صفة المذكر على المذكر والمؤنّث على المؤنث ، مثال ذلك : «عذراء» في المؤنث ، و «ملتح» في المذكر ، تقول : مررت برجل ملتح الابن ، وبامرأة عذراء البنت ، ولا يجوز أن تقول : مررت برجل أعذر البنت ، ولا بامرأة ملتحية الابن ؛ لئلّا تحدث لفظا ليس من كلام العرب ، والذي فيه خلاف كلّ صفة لفظها صالح للمذكر والمؤنث ومعناها خاصّ بأحدهما ؛ مثال ذلك «حائض» في المؤنث و «خصيّ» في المذكر ، فتقول : مررت برجل خصيّ الابن وبامرأة حائض البنت ... ثم قال ابن عصفور : الصفة لا تكون مشبهة حتّى تنصب أو تخفض ؛ لأنّ الخفض لا يكون إلّا من النصب ، ولا يجوز أن يكون من الرفع ؛ لئلّا يؤدي إلى إضافة الشيء إلى نفسه (٢).
__________________
(١ و ٢) هذا النص الطويل من شرح الجمل لابن عصفور (١ / ٥٦٦ ـ ٥٦٧).