.................................................................................................
______________________________________________________
بمثله أحد ، فجعلوه (١) بدلا. اه.
وأنشد المصنف على ذلك قول حسّان رضياللهعنه :
١٦٩٨ ـ لأنّهم يرجون منه شفاعة |
|
إذا لم يكن إلّا النّبيّون شافع (٢) |
قال : وأنشد الفرّاء (٣) :
١٦٩٩ ـ مقزّع أطلس الأطمار ليس له |
|
إلّا الضّراء ، وإلّا صيدها نشب (٤) |
وأنشد الكوفيّون :
١٧٠٠ـ رأت إخوتي بعد الولاء تتابعوا |
|
فلم يبق إلّا واحد منهم شفر (٥) |
ولابن عصفور في هذه المسألة خبط ؛ فتارة أجازها ، وتارة جعل ذلك ضرورة وتارة جعله مذهب الكوفيين (٦). ونقل الشيخ أيضا عن بعض النّحاة أنّ مذهب البصريّين في المستثنى إذا قدّم على المستثنى منه النصب خاصة (٧) ، وجعلها الشيخ ـ
__________________
(١) فيكون المعنى ـ على الرفع ـ : ما جاء إلا زيد ، وعلى الخفض : ما جاء إلا أخو زيد ، ينظر :الكتاب (٢ / ٣٣٧) ، والتذييل والتكميل (٣ / ٥٦٢) ، والمساعد (١ / ٥٦٧).
(٢) البيت من بحر الطويل من قصيدة يمدح بها حسان النبي صلىاللهعليهوسلم.
والشاهد فيه قوله : «إذا لم يكن إلا النبيون شافعا» ؛ حيث رفع المستثنى المتقدم (النبيون) والقياس نصبه ، ينظر : ديوان حسان (١٥٢) ، والعيني (٣ / ١١٤) ، والهمع (١ / ٢٢٥) ، والتصريح (١ / ٣٥٥).
(٣) معاني الفراء (١ / ١٦٨).
(٤) البيت لذي الرمة ، وفي وصف صائد ، من البسيط من قصيدة بائية طويلة مشهورة له.
المقزع : الخفيف الشعر ، الأطلس : الأغبر ، الأطمار : واحدها الطمر وهو الثوب الخلق ، والضراء واحدها ضرو : الكلب الضاري ، والنشب : المال.
والشاهد في قوله : «إلا الضراء وإلا صيدها نشب» ؛ حيث قدم المستثنى مرفوعا على المستثنى منه ، والبيت في ديوان ذي الرمة (ص ٢٤) ، ومعاني الفراء (١ / ١٦٨).
(٥) لم يعين قائله ، وهو من الطويل ، وقد أنشده يونس والفراء ، ينظر : التذييل والتكميل (٣ / ٥٦٣).
شفر : بمعنى أحد ، لا يستعمل إلا في النفي.
والشاهد فيه : جعل المستثنى متبوعا ، ولذلك رفع مع تقدمه ، والمستثنى منه تابعا وقيل : إنه رفع ـ مع تقدمه ـ على مذهب البغداديين أو على مذهب الكوفيين. ينظر الهمع (١ / ٢٢٥) ، والدرر (١ / ١٩٢) ، واللسان مادة «شفر».
(٦) في المساعد لابن عقيل (١ / ٥٦٧): «قال ابن عصفور فيه مرة : إنه من القلة بحيث لا يقاس عليه ، ومرة : إنه لغية ضعيفة ، وأجازه الكوفيون ، كما نقل ابن عصفور ، والبغداديون كما نقل ابن إصبع». اه.
(٧) التذييل والتكميل (٣ / ٥٦٤).