.................................................................................................
______________________________________________________
أحد من النحويين البصريين والكوفيين ، وإنما الخلاف بينهم بعد إسنادهما إلى الفاعل ، فذهب البصريّون إلى أن (نعم الرجل) جملة وكذلك (بئس الرجل) وذهب الكسائي إلى أن قولك : (نعم الرجل) ، و (بئس الرجل) اسمان محكيان ، حيث وقعا بمنزلة قولك : (تأبّط شرّا) و (برق نحره) و (نعم الرجل) ـ عنده ـ اسم للممدوح ، و (بئس الرجل) ـ عنده ـ اسم للمذموم ، وهما جملتان في الأصل نقلا عن اسمهما وسمّي بهما ، قال : وذهب الفراء إلى أنّ الأصل في «نعم الرجل زيد» و «بئس الرجل عمرو» : رجل نعم الرجل زيد ، ورجل بئس الرجل عمرو ، فحذف الموصوف الذي هو (رجل) ، وأقيمت الجملة التي هي صفته مقامه فحكم لها بحكمه ، و (نعم الرّجل) ، و (بئس الرّجل) ـ عندهما ـ في هذين المثالين رافعان لـ : (زيد) ، و (عمرو) ، كما أنك لو قلت : الممدوح زيد ، والمذموم عمرو لكان كذلك (١).
ثم أبطل مذهب الكسائيّ بأنّه : لو كان الأمر كما قال لوقعا موقع الأسماء في فصيح الكلام ، فكنت تقول : إنّ نعم الرجل قائم ، وإنّ بئس الرجل منطلق ، وظننت نعم الرجل قائما ، وبئس الرجل منطلقا. قال : ويبطل مذهب الفراء شيئان :
أحدهما : ما أبطل به مذهب الكسائي.
والآخر : أنّه يؤدّي إلى حذف الموصوف ، وإبقاء الجملة التي هي صفة في فصيح الكلام وذلك لا يكون إلا مع (من) أو (في) قال : وبابه في ذلك الشعر (٢). انتهى.
والطريقة التي ذكرها في هذه المسألة غير الطّريقة التي ذكرها المصنف ، وما ذكره ابن عصفور من أنّ الخلاف بين الفريقين إنما هو بعد إسناد هاتين الكلمتين إلى الفاعل ـ
__________________
ويتميز شرح ناظر الجيش بنقله نصوصا بين الحين والحين من هذا الكتاب ، والموجود الآن في المكتبات من شرح المقرب هو شرح كبير للدكتور علي محمد فاخر من عدة أجزاء فك به رموز المقرب ، وشرح غامضه بنصوص من كتب التراث لابن عصفور وغيره.
(١) لمراجعة مذهب الفراء ينظر : التذييل والتكميل (٤ / ٤٤٦) ، ومنهج السالك (ص ٣٨٧) ، وشرح المرادي (١٨١ / ب) مخطوط ، وتوضيح المقاصد للمرادي (٣ / ٧٦).
(٢) ينظر في إبطال مذهب الكسائي والفراء : التذييل والتكميل (٤ / ٤٤٧) ، ومنهج السالك (ص ٣٨٧) ففيهما نص هذا الكلام وفي المساعد لابن عقيل (٢ / ١٢١) ورد قول الكوفيين على الطريقة الثانية بعدم دخول النواسخ ونحوها ، فلا يقال : إن نعم الرجل قائم ، كما يقال : إنّ تأبط شرّا قائم. اه.