.................................................................................................
______________________________________________________
وانفردت (كأين) بموافقة (كم) في لزوم التصدير ، فلا يعمل فيها ما قبلها بخلاف (كذا) فإنها يعمل فيها ما قبلها ، وما بعدها (١).
وانفردت (كأيّن) ـ أيضا (٢) ـ بأنّها قد يستفهم بها (٣) ؛ لقول أبيّ بن كعب (٤) لعبد الله (٥) ـ رضي الله تعالى عنهما ـ : كأيّن تقرأ سورة الأحزاب؟ أو : كأيّن تعدّ سورة الأحزاب؟فقال عبد الله : ثلاثا وسبعين ، فقال أبيّ : قطّ (٦) ، وأراد : ما كانت كذا قطّ (٧). ـ
__________________
اللغة : النفس : مفعول (عد) ، ونعمى : مفعول ثان ، وهو بضم النون النعمة ، وبؤس ـ بضم الباء الموحدة ـ : الشدة مثل البأساء ، والجهد : بفتح الجيم : الطاقة ، وبضمها : المشقة ، وقيل : لا فرق بينهما ، والأول أصح ، ونسي : من النسيان ، أو بمعنى الترك ، ولطفا : تمييز ، وقوله : «نسي الجهد» جملة في محل نصب ، صفة (لطفا) ، والمعنى : عد نفسك بالنعمة عند حصول المشقة ، حالة كونك ذاكرا لطف الله ، ورفقه بك ، فإذا ذكرت ذلك نسيت المشقة والجهد.
والشاهد : في قوله : «كذا وكذا لطفا» على أن مميز (كذا) لا يكون إلا مفردا منصوبا ، وشاهد آخر في قوله : «كذا وكذا» على أن (كذا) إذا كانت كناية عن عدد لا تستعمل إلا مكررة بالعطف.
ينظر الشاهد في : الأشباه والنظائر (٤ / ١٥٥) ، والهمع (١ / ٢٥٦) ، والأشموني (٤ / ٨٦) ، والعيني (٤ / ٤٩٧) ، وتوضيح المقاصد والمسالك للمرادي (٤ / ٣٣٧) ، والدرر (١ / ٢١٣).
(١) عبارة التذييل والتكميل (٤ / ٤٠٦): «وتنفرد ـ يعني (كأين) ـ من (كذا) بلزوم التصدير ، يعني أنّ (كأين) تلزم الصدر ، بخلاف (كذا) ، فإنه لا يلتزم فيه التصدير ، بل يجوز أن يتقدم عليها العوامل.
(٢) يعني : انفردت من (كذا).
(٣) في التذييل والتكميل (٤ / ٤٠٨): «الذي وقفنا عليه من كلام النحويين ينص على أن (كأين) استعملت في الخبر ، وهذا المصنف ذكر أنّها قد يستفهم بها». اه.
وينظر أيضا : توضيح المقاصد والمسالك (٤ / ٣٣٥) ، والمغني (١ / ١٨٦).
(٤) هو أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية أبو المنذر الأنصاري المدني ، سيد القراء ، بالاستحقاق ، وأقرأ هذه الأمة على الإطلاق ، قرأ على الرسول صلىاللهعليهوسلم القرآن العظيم ، وقرأ عليه نفر من الصحابة منهم : ابن عباس ، وأبو هريرة توفي سنة (٢٣ ه).
تنظر ترجمته في : طبقات ابن سعد (٢ / ١٠٣) وغاية النهاية لابن الجزري (١ / ٣١) برقم (١٣١).
(٥) هو عبد الله بن مسعود الصحابي الجليل أحد العشرة المبشرين بالجنة توفي سنة (٣٢ ه).
(٦) ينظر في مسند الإمام أحمد (٥ / ١٣٢) ، وقد ورد هكذا : «عن أبي ذر قال : قال لي أبي ابن كعب : كائن تقرأ سورة الأحزاب ، أو كائن تعدها؟ ، قال : قلت : ثلاثا وسبعين آية ، فقال :قط. وقد رأيتها وإنها لتعادل سورة البقرة».
وينظر أيضا في إعراب الحديث النبوي للعكبري (ص ٨) برقم (٨) ، وشرح الرضي (٢ / ٩٤) ، والمغني (١ / ١٨٦) والأشموني (٤ / ٨٥). والشاهد هنا : استعمال (كائن) للاستفهام.
(٧) ينظر : شرح المصنف (٢ / ٤٢٣) ، والتذييل والتكميل (٤ / ٤٠٨) وقد عقب على ذلك الشيخ