٧١
مسألة
[القول في علّة بناء «الآن»؟](١)
ذهب الكوفيون إلى أن «الآن» مبنيّ ؛ لأن الألف واللام دخلتا على فعل ماض من قولهم «آن يئين» أي حان ، وبقي الفعل على فتحته.
وذهب البصريون إلى أنه مبنيّ لأنه شابه اسم الإشارة ، ولهم فيه أيضا أقوال أخر نذكرها في دليلهم.
أما الكوفيون فاحتجوا بأن قالوا : إنما قلنا ذلك لأن الألف واللام فيه بمعنى الذي ، ألا ترى أنك إذا قلت «الآن كان كذا» كان المعنى : الوقت [٢١٢] الذي أن كان كذا ، وقد تقام الألف واللام مقام الذي لكثرة الاستعمال طلبا للتخفيف ، قال الفرزدق :
[٣٤٤]ما أنت بالحكم التّرضى حكومته |
|
ولا البليغ ولا ذي الرّأي والجدل |
______________________________________________________
[٣٤٤] هذا البيت من كلام الفرزدق همام بن غالب يهجو فيه رجلا من بني عذرة ، وهو من شواهد الأشموني (رقم ٩٧) وأوضح المسالك (رقم ٣٠) وشذور الذهب (رقم ٢) وقد شرحه العيني (١ / ١١١ بهامش الخزانة) والحكم ـ بالتحريك الذي يحكمه الخصمان ليفصل بينهما ، والبليغ : اللسن الفصيح ، ويروى في مكان هذه الكلمة «ولا الأصيل» والأصيل : الحسيب ، والجدل ـ بالتحريك ـ شدة الخصومة. ومحل الاستشهاد بالبيت قوله «الترضى» حيث دخلت ال الموصولة على الفعل المضارع ، وهذا يدل على أن الموصولة لا تدل على أن ما دخلت عليه اسم ، لأنها تدخل على الاسم نحو القائم والمضروب ، وعلى الفعل وغيره كما في بيت الشاهد وما يليه من الشواهد.
__________________
(١) انظر في هذه المسألة : شرح الأشموني مع حاشية الصبان (١ / ٥٧ و ١٧٥ بولاق) وتصريح الشيخ خالد الأزهري (١ / ٥٨ و ١٨٠) وشرح ابن يعيش على المفصل (ص ٥٥٤) وشرح الرضي على كافية ابن الحاجب (٢ / ١١٨).