٧٠
مسألة
[منع صرف ما ينصرف في ضرورة الشعر](١)
ذهب الكوفيون إلى أنه يجوز ترك صرف ما ينصرف في ضرورة الشعر ، وإليه ذهب أبو الحسن الأخفش وأبو علي الفارسيّ وأبو القاسم بن برهان من البصريين ، وذهب البصريون إلى أنه لا يجوز ، وأجمعوا على أنه يجوز صرف ما لا ينصرف في ضرورة الشعر.
أما الكوفيون فاحتجوا بأن قالوا : الدليل على أنه يجوز ترك صرف ما ينصرف في ضرورة الشعر أنه قد جاء ذلك كثيرا في أشعارهم ، قال الأخطل :
[٣١٠] طلب الأزارق بالكتائب إذ هوت |
|
بشبيب غائلة الثّغور غدور |
______________________________________________________
[٣١٠] هذا البيت للأخطل ـ غياث بن الغوث ـ التغلبي ، من كلمة يمدح فيها سفيان بن الأبيرد ، وهو من شواهد الأشموني (رقم ٩٩٤) وابن هشام في أوضح المسالك (رقم ٤٨٧) وابن الناظم في باب ما لا ينصرف من شرح الألفية ، وشرحه العيني (٤ / ٣٦٢ بهامش الخزانة) والأزارق : جمع أزرقي ، وهو المنسوب إلى نافع بن الأزرق ، رأس الخوارج ، وكان من حق العربية عليه أن يقول «الأزارقة» لأنهم يزيدون التاء في الجمع عوضا عن ياء النسبة التي تكون في المفرد ، قالوا : المهالبة ، والأشاعرة ، في جمع أشعري ومهلبي ، ولكنه حذف التاء حين اضطر لإقامة الوزن ، والكتائب : جمع كتيبة ، وهي الفرقة من الجيش ، وتطلق الكتيبة على الخيل المغيرة من المائة إلى الألف ، وهوت : سقطت ، وشبيب : هو شبيب بن يزيد بن نعيم الشيباني ، كان رأسا من رؤوس الخوارج في عهد عبد الملك بن مروان ، وقاتله الحجاج بن يوسف الثقفي. ومحل الاستشهاد بالبيت ههنا قوله «بشبيب» حيث منعه من الصرف مع أنه ليس فيه إلا العلمية ، وهي وحدها لا تقتضي المنع من الصرف ، وإنما تقتضيه إذا انضمت إليها علة أخرى مثل التأنيث في فاطمة وحمزة وزينب ، ومثل العدل في عمر وزفر وجمح ، ومثل زيادة الألف والنون في عثمان وعفان وعمران ، ومثل وزن الفعل
__________________
(١) انظر في هذه المسألة : شرح الأشموني مع حاشية الصبان (٣ / ٢٣٣) وتصريح الشيخ خالد الأزهري (٢ / ٢٨٧) والمفصل مع شرح لابن يعيش (ص ٨١) وشرح الرضي على الكافية (١ / ٣٤).