عليه ، كما تقول : «إنما أنت سيرا» أي تسير سيرا ، وكذلك قولهم : «طلبته جهدك ، وطاقتك» كأنهم قالوا : طلبته تجتهد اجتهادك ، ثم حذفوا «تجتهد» وهو جملة في موضع الحال ، وأقاموا المصدر دليلا عليه ، وهكذا التقدير في قولهم «رجع عوده على بدئه» ، وقد ذهب بعض النحويين إلى أن «عوده» منصوب برجع نصب المفعول لا نصب المصدر ؛ لأن «رجع» يكون متعديا كما يكون لازما ، قال الله تعالى : (فَإِنْ رَجَعَكَ اللهُ إِلى طائِفَةٍ مِنْهُمْ) [التوبة : ٨٣] فعدّى رجع [إلى] الكاف ؛ فدلّ على أنه يكون متعديا ، والأكثرون على الأول ، وإنما أقاموا هذه المصادر مقام الأفعال في هذه المواضع ؛ لأن في ألفاظ المصادر دلالة على الأفعال ، على أن هذه الألفاظ شاذة لا يقاس عليها ؛ فكذلك كل ما جاء من المصادر والأسماء بالألف واللام في موضع الحال ؛ فإنه شاذّ نادر لا يقاس عليه ، والله أعلم.