فإن لا يكنها أو تكنه فإنّه |
|
أخوها غذته أمّه بلبانها |
أراد بقوله : «أخاها» الزبيب ، وجعله أخا الخمر لأنهما من شجرة واحدة وقال الآخر :
[٥٠١] تنفكّ تسمع ما حيي |
|
ت بهالك حتّى تكونه |
______________________________________________________
أمر التجارة ، فقال أبو الأسود فيه هذين البيتين ، وقوله «فإلا يكنها» أي فإلا يكن أخو الخمر هو الخمر ، وقوله «أو تكنه» أي أو تكن الخمر هي أخاها ، فاسم «يكن» الأولى ضمير مستتر يعود على الأخ ، والضمير البارز المتصل هو خبر يكن ، وهو عائد إلى الخمر ، واسم «تكن» الثانية ضمير مستتر عائد إلى الخمر ، والضمير البارز المنصوب العائد إلى الأخ هو خبرها ، ومحل الاستشهاد من هذا الشاهد ههنا قوله «يكنها أو تكنه» حيث جاء بخبر تكن ضميرا متصلا ، وأصل القياس أن يكون خبرها ضميرا منفصلا ، كما في قول عمر بن أبي ربيعة المخزومي ، وهو من شواهد الرضي وابن يعيش :
لئن كان إياه لقد حال بعدنا |
|
عن العهد ، والإنسان قد يتغير |
وكما في قول العرجي في خبر ليس ، وهو من شواهد سيبويه :
ليت هذا الليل شهر |
|
لا نرى فيه عريبا |
ليس إياي وإيا |
|
ك ولا نخشى رقيبا |
ولو أن أبا الأسود قد جاء بالكلام على ما يقتضيه القياس لقال : فإلا يكن إيّاها أو تكن إيّاه فإنه أخوها ، قال سيبويه «وتقول : كناهم ، كما تقول : ضربناهم ، وتقول : إذا لم نكنهم فمن ذا يكونهم؟ كما تقول : إذا لم نضربهم فمن ذا يضربهم؟ قال أبو الأسود الدؤلي :
* فإن لا يكنها أو تكنه فإنه أخوها ... البيت
* اه كلامه. وقال الأعلم «أراد سيبويه كان لتصرفها تجري مجرى الأفعال الحقيقية في عملها ، فيتصل بها ضمير خبرها اتصال ضمير المفعول بالفعل الحقيقي في نحو ضربته وضربني وما أشبهه» اه.
ومن مجيء خبر ليس ضميرا متصلا قول رؤبة بن العجاج ، وهو أيضا من شواهد الرضي وابن يعيش :
عهدي بقومي كعديد الطيس |
|
إذ ذهب القوم الكرام ليسي |
وليس ـ كما تعلم ـ فعل ليس متصرفا ، بل هو فعل جامد ، ومن النّحاة من يذهب إلى أنه حرف.
[٥٠١] هذا البيت من كلام خليفة بن براز ، وهو شاعر جاهلي ، وبعده قوله :
والمرء قد يرجو الحيا |
|
ة مؤملا ، والموت دونه |
والبيت من شواهد الرضي في باب الأفعال الناقصة ، وشرحه البغدادي في الخزانة (٤ / ٤٧) وابن يعيش في شرح المفصل (ص ١٠١١) وابن الناظم في باب كان وأخواتها من شرح الألفية ، وشرحه العيني (٢ / ٧٥ بهامش الخزانة) والنّحاة يستشهدون بهذا البيت في عدة